29 أبريل 50 كنيسا يهوديا تطوق الأقصى
القدس المحتلة- كشفت “مؤسسة الأقصى للوقف والتراث” اليوم الثلاثاء عن وجود 50 كنيسا يهوديا تطوق المسجد الأقصى المبارك وعدد آخر قيد الإنشاء، في مسعى من سلطات الاحتلال الإسرائيلية لإحداث تغييرات جذرية في محيط المسجد، تمهيدا لبناء “الهيكل الثالث” المزعوم.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي نظمته المؤسسة بمدينة القدس الشرقية المحتلة، تحت شعار “كُنس تُطوق المسجد الأقصى”، تحدث فيه كل من الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية داخل أراضي 48، والمطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، بحضور عدد من الشخصيات المقدسية والمواطنين.
وقال الشيخ صلاح: إن الكنس تطوق المسجد من جهاته الأربع، وتشكل أجواء استيطانية تنذر بخطر قد يقع خلال الأيام القادمة، وأعرب عن اعتقاده بوجود المئات من الكنس في محيط وأسفل الأقصى، لكن: “لا نعلم عن مواقع الكنس جميعها، إلا أن هناك قائمة بـ50 كنيسا في محيط الأقصى، وهناك العشرات يجرى بناؤها”.
واستعرض عددا من الكنس المحيطة بالمسجد، والتي تم بناء أولها عام 1967 عند احتلال القدس الشرقية، وتحويل حائط البراق (يطلق عليه الإسرائيليون حائط المبكى) إلى مصلى لليهود، وفي عام 2005 جرى تحويل الطابق الأرضي للمدرسة التنكزية الملاصقة لحائط المسد إلى كنيس، وأشرف عليها الرئيس الإسرائيلي آنذاك، موشيه كتساف.
ولفت إلى وجود كُنس أسفل المسجد وأنفاق حفرتها سلطات الاحتلال والجماعات اليهودية المتطرفة، إضافة إلى بناء كنيس كبير على مساحة ألف متر في ساحة البراق، فضلا عن بناء الكثير من الكُنس في بلدة سلوان جنوب المسجد.
الهيكل الأسطوري
الشيخ صلاح تطرق أيضا إلى الكنس التي أقيمت على أوقاف إسلامية، مثل كنيس “خيمة إسحاق”، والكنيس الذي أقيم بعد اغتصاب جزء من حائط “الكرد”، وهو جزء من الجدار الغربي للمسجد، وأطلق عليه اسم “المبكى الصغير”.
وتحدث عن كنيس “بيت فيطنبرج” موضحا أنه مجمع من الأبنية والعقارات الإسلامية في مدخل البلدة القديمة عند باب العمود، ولفت إلى استيلاء إسرائيل على حارتي المغاربة والشرف، ووصفهما بالحارتين “المسكينتين”.
وأوضح أنه: “بني فيهما العديد من الكنس، منها كنيس مناحيم تسيون في حارة الشرف، ويجري حاليا بناء كنس جديدة”، مضيفا: “حتى حارة النصارى لم تنجُ من بناء الكنس، حيث بني فيها كنيس ييشيفات لنتيفوت يسرائيل”.
أما أكبر وأعلى كنيس مقبب، فهو كنيس “هحوربا” في حارة الشرف، والذي أقيم على حساب منازل مقدسية.
أكبر كنيس
وفي الجهة الجنوبية للأقصى، تم افتتاح مدرجين يوصلان إلى المصلى المرواني والأقصى القديم، بهدف تحويلهما مستقبلا إلى كنس.
وتطرق إلى الكنس الموجودة في حي سلوان، إضافة إلى الكنس المقامة شرقه، وبالتحديد في رأس العمود، وكذلك الكنس المقامة شمال الأقصى في حي الشيخ جراح.
وأوضح أنه “على بعد أمتار من حائط البراق تم إعداد مجسم للهيكل، وتم وضعه في المكان بصورة مؤقتة، تمهيدا لإدخاله إلى الهيكل الأسطوري الموعود الذي تستهدف إسرائيل بناءه على أطلال المسجد الأقصى”.
وهناك عددٍ آخر من الكُنس قيد الإنشاء، سيكون أكبرها في المدرسة التنكزية التابعة للمسجد الأقصى من جهة باب السلسلة.
وأكدت المؤسسة أنها تمت المُصادقة على مخططات الإنشاء، ورصد نحو 40 مليون دولار لهذا الغرض، وستعلو الكنيس قبة كبيرة بهدف التشويش على قبة الصخرة المشرفة بالمسجد الأقصى وإخفائها.
بؤر استيطانية
من جانبه، انتقد المطران عطا الله حنا صمت العالمين العربي والإسلامي تجاه ما يحدث في القدس المحتلة من عمليات استهداف للمقدسات والمواطنين العرب.
وأكد أن عمليات الاستهداف تنال أيضا المواطنين المسيحيين ومقدساتهم، مشيرا إلى منع سلطات الاحتلال مشاركة مسيحيي فلسطين في الاحتفالات والأعياد المسيحية الأخيرة التي أقيمت بكنيسة القيامة في القدس المحتلة.
وأشاد المطران حنا بالوحدة الوطنية التي تتجلى صورها بين أبناء الشعب الفلسطيني، وخاصة في القدس المحتلة، مؤكدا أن أي استهداف للمسجد الأقصى هو استهداف لكنيسة القيامة.
واستنكر بشدة بناء كُنس يهودية في محيط الأقصى، قائلا: “لا تبنى دور العبادة على ظلم وقهر الآخرين وانتهاك حقوقهم، ولا تقام على أنقاض منازلهم ومقدساتهم، فما تقوم به إسرائيل لا علاقة له بالعبادة والصلاة، فالكنس هي عبارة عن بؤر استيطانية عنصرية بعيدة عن الطهارة، وهي أماكن للتحريض على العرب والمسلمين”.
ودعا المطران حنا الفلسطينيين إلى نبذ الخلافات وإنهاء الانقسامات بينهم، وإلى تحقيق الوحدة بين الفصائل الفلسطينية من أجل الالتفات إلى ما تحيكه سلطات الاحتلال ضد القدس، عاصمة الشعب الفلسطيني.
(قيس أبو سمرة – إسلام أون لاين)
Sorry, the comment form is closed at this time.