24 أبريل قطر تؤمن بأهمية الحوار وآثاره الإيجابية على الشعوب والثقافات
قام الوفد الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة برعاية حلقة نقاش بعنوان “النهوض بحوار الأديان على المستوى العالمي: التعلم من الدوحة”، وذلك بالتعاون مع مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان ومؤسسة “أديان من أجل السلام” الأمريكية، وذلك في مقر الأمم المتحدة بحضور حوالي سبعين شخصا من ممثلي الدول والمنظمات غير الحكومية وممثلي الأمم المتحدة.
وقد ألقى سعادة السفير ناصر بن عبد العزيز النصر المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة كلمة خلال افتتاح حلقة النقاش رحب خلالها بالحضور والمتحدثين الرئيسيين في الحلقة وهم الدكتور إبراهيم النعيمي رئيس “مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان” والدكتور وليم فندلي الأمين العام لمؤسسة “أديان من أجل السلام” وسعادة رئيس الأساقفة سيلستينو ميغلويوري المراقب الدائم “للكرسي الرسولي” لدى الأمم المتحدة والعديد من المتحدثين الناشطين في مجال حوار الأديان.
وأشار سعادة السفير في كلمة الافتتاح إلى سلسلة المؤتمرات الدولية لحوار الأديان التي عقدت في الدوحة بتوجيه من حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، والتي أصبحت بمثابة حدث سنوي تتطلع دولة قطر من خلاله إلى تعزيز الحوار والتواصل ما بين الأديان والشعوب، بدءاً بالمؤتمر الأول الذي عقد في الدوحة عام 2003 وصولا إلى المؤتمر الخامس في عام 2007 الذي انبثقت عنه المبادرة التي أدت إلى إنشاء “مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان”.
وأكد إيمان دولة قطر بأهمية حوار الأديان وآثاره الإيجابية على الحوار ما بين الشعوب والثقافات، مشيراً إلى عنوان حلقة النقاش باعتباره حافزا لتعزيز التزام الدولة بعقد مثل هذه اللقاءات التي تساهم في تحقيق الهدف المشترك الأسمى في تعزيز التقارب ما بين شعوب وحضارات العالم.
وقام الدكتور وليم فندلي بإدارة النقاش.. وفي بداية حديثه وجه الشكر لدولة قطر لرعايتها حلقة النقاش وعبر عن شكره وتقديره للدكتور إبراهيم النعيمي باعتباره من الناشطين في مجال حوار الأديان على المستوى الأكاديمي والعملي وكذلك كقيادي في المؤسسات التعليمية، كذلك رحب بالدكتور حمد عبد العزيز المرواني. وأشار إلى أهمية العمل الذي يقوم به “مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان” خاصة في عصرنا هذا الذي للأسف يقوم فيه بعض المتطرفين باستغلال الأديان لتعميق الهوة ما بين الشعوب والحضارات.
وعرض الدكتور إبراهيم النعيمي فيلما وثائقيا يعرض نشأة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان وأهدافه ونشاطاته ومن ثم قام بتقديم عرض شرائح لتوضيح الأهداف والنشاطات وكذلك تطلعات المركز ومشاريعه المستقبلية.. مشيرا إلى أن أحد أهداف اللقاء هو استكشاف سبل التعاون ما بين المركز والجهات المعنية من الحضور في تنفيذ مجموعة من البرامج والمشاريع التي تصب في تحقيق هدف تعزيز حوار الأديان على المستوى العالمي. ورحب الحضور بدعوة الدكتور النعيمي وأبدوا استعدادهم ورغبتهم في التعاون مع المركز.
ومن بين المتحدثين كانت السيدة ديزي خان المديرة التنفيذية للجمعية الأمريكية للنهوض بالمسلمين، حيث عرضت على الحضور نشاطات الجمعية ومشاريعها المستقبلية والتي من ضمنها بناء مركز إسلامي كبير بالقرب من مركز التجاري العالمي في نيويورك. كذلك قام الإمام شمسي علي رئيس المركز الثقافي الإسلامي في مدينة نيويورك بطرح مشروع تأليف كتاب بعنوان ” هل تستطيع أن تثق بهذا الشعب؟” يقوم حالياً بالعمل عليه بالتعاون مع “حاخام” معروف، يطرحون ويناقشون من خلاله كافة نقاط الاختلاف من وجهات نظر القرآن الكريم والتوراة التي يمكن أن يكون لها دور في هز الثقة ما بين الشعوب الإسلامية واليهود.
وقام السيد كريستوفر فيرجسون ممثل “المجلس العالمي للكنائس” لدى الأمم المتحدة ورئيس لجنة المنظمات الدينية غير الحكومية، بعرض فكرة تأسيس تحالف للمجموعات الدينية الناشطة في الأمم المتحدة وتعمل على خلق مساحة في ظل الاختلافات الدينية، وتجتمع فيها الإرادة السياسية والأكاديمية والدينية والخبرة العملية لخدمة القضايا المختلفة في الأمم المتحدة.
ومن أهم القضايا والتساؤلات التي طرحت للنقاش من قبل المتحدثين والحضور (التقدير لمبادرة دولة قطر بإنشاء مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان وسياسة الانفتاح على الآخر التي تنتهجها الدولة والمركز وتساؤلات حول سبل الانتقال من مرحلة الحوار الذي يجري داخل الغرف المغلقة إلى مرحلة التطبيق على أرض الواقع وتساؤلات حول مدى رغبة المركز في التواصل والتعاون مع الأديان غير السماوية الأخرى في نشاطاته ومؤتمراته وكذلك الملحدين ذوي الإرادة الحسنة وتساؤلات حول إمكانية عقد لقاءات مشتركة للشباب والشابات من الأديان المختلفة بما فيها الأديان غير السماوية وذلك لتعزيز الحوار ما بين الأديان لدى الأجيال الجديدة ودعوة لدولة قطر كي تدعم مشروع قرار اعتبار العقد 2011 – 2020 عقد حوار الثقافات وقضية مشروع القرار المتعلق بتشويه صورة الأديان الذي كان يطرح بالإجماع قبل العام 2001 وحالياً يتم طرحه بالتصويت مما يعكس وجود مشكلة وهوة كبيرة ما بين الأديان وسبل تسخير حوار الأديان في حل مشكلة الشرق الأوسط ما بين الدول العربية وإسرائيل).
وفي رده على الأسئلة المطروحة أوضح الدكتور إبراهيم النعيمي أن إنجازات المركز بالنسبة إلى عمره الزمني وهو ثلاث سنوات، تعتبر كبيرة، ولكنه يرى بأنه ما زال هنالك الكثير مما يمكن فعله وإنجازه، ولذلك فهو حاضر في هذا اللقاء كي يستكشف سبل التعاون على المستوى الدولي من أجل المزيد من الإنجازات، وكذلك أوضح بأن المركز عمل وما زال يعمل على دعوة كافة الأديان لحضور المؤتمرات ولكن المشاركة لغاية الآن محصورة في الأديان السماوية الثلاثة والدعوة مفتوحة لكافة الأديان للحضور والاستماع والاستفادة.
وأوضح أن مسؤولية الانتقال من مرحلة الأحاديث إلى مرحلة التطبيق تقع على مسؤولية كل واحد منا “أي الحضور” حيث يجب أن يقوم كل شخص من موقع مسؤوليته بالعمل على ترجمة الأقوال إلى أفعال ولذلك فقد تم إنشاء مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان الذي يعمل حالياً على تنفيذ برامج تهدف إلى ترجمة الحوار إلى واقع معاش في المجتمع القطري أولا ومنه إلى المجتمعات العالمية.
Sorry, the comment form is closed at this time.