19 أكتوبر وزير العدل يفتتح مؤتمر الدوحة الثامن لحوار الأديان
أكد سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم وزير العدل اهمية مؤتمر الدوحة للحوار بين الاديان مشيرا الى انه بات معلما بارزا يمد جسور التعاون بين الحضارات انطلاقا من ان احدى القواعد الاساسية للحوار تتجسد في العدل والعدالة . وقال لدى افتتاحه اعمال مؤتمر الدوحة الثامن لحوار الأديان صباح امس الذى ينظمه مركز الدوحة الدولى لحوار الاديان بعنوان “دور الأديان في تنشئة الأجيال” ان هذا الحدث السنوي اصبح واحة للتفاهم والتسامح والتعايش بفضل الرعاية الكريمة لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني امير البلاد المفدى وحماس ممثلي الاديان المختلفة المشاركين في فعاليته. واضاف سعادته ان مؤتمر حوار الاديان بات معلما بارزا من معالم العالم المعاصر الذي يسعى نحو خير البشرية ويمد جسور التعاون بين الحضارات ويسعى لتحقيق المزيد من التفاهم بين الثقافات وتشجيع الحوار بين الاديان للوصول الى تأصيل مفهوم “الاخوة الانسانية” الامر الذي تسعى اليه الاديان باعتبار ان الناس جميع خلق الله.
واضاف ان احدى القواعد الاساسية التي ينطلق منها الحوار بين اتباع الديانات السماوية الثلاث تتجسد بالعدل والعدالة حيث ان العدل اسم من اسماء الله وصفة من صفاته فكان وصية البارئ عز وجل الى انبيائه حين استخلفهم هي القضاء في الارض فقال تعالى ” لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط .
وأكد سعادة وزير العدل ان الحوار بين الاديان يواجه اليوم تحديات صعبة في ظل الاوضاع السائدة في العالم .. مؤكدا ان مواجهة هذه التحديات والتغلب عليها لصالح الانسانية واجب تنتظره المجتمعات البشرية ولا يمكن ان يتم هذا بدون تضامن حقيقي بين الاديان جميعا.
وأشار سعادته الى ان الانسان رغم انه سيد الكائنات اصبح اليوم مسخرا عاجزا عن التحكم في نفسه وفي “التكنولوجيا والعلم” اللذين اصبحا موجِهين للانسان بدلا ان يكون هو الموجه لهما مما ادى الى خلل كبير في علاقة الانسان بالكون خاصة في مجال البيئة وبالتالي الى خلل في التوازن بين علاقة الانسان والكائنات الاخرى.
ورحب سعادته باختيار موضوع “دور الاديان في تنشئة الاجيال” عنوانا لمؤتمر الدوحة الثامن قائلا انه ينمّ عن احساس المشاركين بهذه المشكلة الخطيرة وحرصهم على ان تتعاون الاديان جميعا في علاجها وتوجيه الانسان فيها.
واستعرض الغانم المحاور التي يتناولها المؤتمر وهي “دور الاسرة في تنشئة الجيل الجديد” و”دور المؤسسات التعليمية في تنشئة الاجيال برؤية دينية” و”دور الاعلام وتكنولوجيا الاتصالات الحديثة في تنشئة الاجيال” و”أثر دُور العبادة في تنشئة الاجيال”. مؤكدا ان الاسرة تعتبر المؤسسة الاجتماعية الاولى والركيزة الاساسية التي يرتكز عليها المجتمع في تشكيل ابنائه لما لها من دور فريد في عملية التنشئة الاجتماعية والسياسية والدينية وهي المصدر الاول لاشباع حاجات الفرد النفسية وبالتالي فهي المصدر الاول الذي يكتسب منه الفرد مشاعره الانتمائية بما تمنحه من حب ورعاية ومكانة وامن.
وفي هذا الاطار حذر سعادة وزير العدل من التفكك الاسري واثره السيئ على تنشئة الاطفال من خلال اضعاف القيم الدينية والاخلاقية لدى الابناء اذ تجعلهم عرضة لاكتساب قيم وعادات غير حميدة عن طريق المجتمع الخارجي او تجعل منهم فريسة للتطرف او التعصب الديني.
وحول دور المؤسسات التعليمية في تنشئة الاجيال برؤية دينية نوه سعادة الوزير الى الدور الكبير للمدرسة في هذا المجال باعتبار انها تحتوي الطفل مدة اطول وتتيح له فرصة الحصول على اقران الى جانب اهميتها في تكوين البناء الاجتماعي والبناء الاخلاقي والاعداد الوظيفي.
وقال ان المدرسة وحتى تقوم بدورها يجب على المربي ان يعوّد ابناءه احترام المدرسة والمعلم ويرتبط بذلك ارتباطا وثيقا بضرورة ان تسهم المناهج الدراسية في غرس القيم الدينية السوي لدى الابناء من خلال تضمينها لقيم التسامح والاخلاق الحميدة واحترام معتقدات الاخر وقيمه وتقاليده واعلاء قيمة الانسان.
وعن دور الاعلام وتكنولوجيا الاتصالات الحديثة في تنشئة الاجيال اشار الى تأثير الاعلام الواضح على بناء الانسان وعلى تنمية المجتمع وبشكل خاص على تربية الطفل ونشأته كما ان للاعلام تأثيرا ايجابيا واخر سلبيا على بناء الاجيال من خلال المضمون الاعلامي المنفتح بعد ان تطورت اساليب الاتصال والعولمة التي طالت مختلف مرافق حياة الانسان مؤكدا ان الطفولة الناجحة تعد ضمانا لتطور وفاعلية الجيل القادم الذي يستمد المجتمع منه تنميته وقوامه.
ونوه سعادته بأثر دُور العبادة على تنشئة الاجيال مشددا على ان هذا الدور لا يقل اهمية عن دور الاسرة حيث ان دُور العبادة تساهم في التكوين الاجتماعي والسياسي وترسيخ المبادئ الدينية السليمة.
واكد سعادته انه اذا كانت الاديان المشاركة في مؤتمر الدوحة تمثل غالبية سكان العالم وتتفق في اصلها السماوي ونبعها الابراهيمي فان مسؤولية الاديان السماوية الثلاث جسيمة امام الضمير العالمي ويجعل التضامن والعمل المشترك واجبا دينيا واخلاقيا .
واعرب سعادته عن امله في ان تسهم جلسات المؤتمر في دراسة القضايا المطروحة واقتراح خطوات عملية لتنشئة الاجيال وللدفاع عن كرامة الانسان وعن حقه في الحياة. ودعا الى دراسة الكيفية المثلى لمتابعة تنفيذ التوصيات التي صدرت عن المؤتمرات السابقة وما سيصدر عن هذا المؤتمر ليتحقق الهدف الذي من اجله تنعقد هذه اللقاءات.
يشارك في المؤتمر المنعقد بفندق شيراتون الدوحة اكثر من 160 شخصا من اتباع الديانات الثلاث الإسلامية والمسيحية واليهودية يناقشون على مدى ثلاثة ايام في عدة مواضيع تتعلق بدور الدين في تنشئة الاجيال ومنها “دور الأسرة في تنشئة الجيل الجديد من منظور ديني” و”تأثير التربية الأسرية على النشء” و”أثر التفكك الأسري في إضعاف القيم الدينية والأخلاقية عند الأبناء” و”تنشئة الأطفال على التسامح وقبول الآخرين واحترامهم”.
بن بية: نحتاج لروحانية الدين حتى نسترده من أيدي القتلة
وجه الشيخ عبدالله بن بية نائب رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين كلمة في افتتاح المؤتمر أكد فيها اهمية تربية الناشئة تربية حسنة في بيئة عالمية ملوثة فكريا ومرتبكة ثقافيا وقلقة اقتصاديا واجتماعيا. وقال في الكلمة التي ألقاها بالنيابة عنه الدكتور حامد المرواني عضو مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان: إن الأمر حاليا يتعلق بتلوث النفوس البشرية وخاصة لدى أولئك الناشئة الذين غادروا حاضنة البيت والمدرسة ليرتموا في أحضان المجهول، ويسلكوا سبيل المتاهة حيث مشاهد عنف وصراع وشواهد انحلال وضياع، وتساءل بن بية عن إمكانية استرجاع القيم التي كانت سماوية ثم انتقلت إلى إنسانية ليصبح العالم المسيطر اليوم في النهاية بلا قيم سوى القوة والجشع والأنانية وغيرها من القيم الهدامة. وقال هل نحن مستعدون لنعيش الروحانية الحقيقية للدين حتى نسترده من أيدي الطغاة والقتلة وعصابات الإجرام؟ ودعا إلى العودة إلى منابع الفضيلة والقيم الفاضلة والتعاون الصادق بين كل المهتمين بحاضر الإنسانية ومستقبلها، وفي طليعتهم رجال الدين ومتخذو القرارات وأن يكون المؤتمر بداية الطريق، متمنياً لدولة قطر المزيد من التقدم والازدهار.
حاخامات ضلوا الهدف من حوار الأديان
في حوار اعتبره حضور المؤتمر بعيداً كل البعد عن الهدف الرئيسي من انعقاد مؤتمر حوار الأديان تعمد الحاخام مارك شناير بالجلسة العامة دَسَّ السمِّ بالعسل متخذاً من مداخلته أمام الحضور فرصة لتأكيد مزاعم باطلة عن حق اليهود بالأرض الفلسطينية وبالقدس عاصمة لهذه الدولة المزعومة، قائلاً “إننا نربي أطفالنا على الحب والتضحية من أجل أرض اليهود ودولة إسرائيل وعاصمتها مدينة القدس التي تحتل الصدارة في وجدان وأحلام اليهود منذ 2000 سنة عندما كانوا يتعبدون ويمارسون طقوسهم الدينية في مدينة القدس”.
وأكد الحضور استياءهم من هذا الطرح من جانب الحاخام موضحين انه بهذه العبارة الفجة يكون الحاخام قد ضل الهدف الأساسي من انعقاد مؤتمر حوار الأديان، وسعى لاستغلال المنبر ليتعدى على أحقية الفلسطينيين بالأرض وبالدولة، ليعلن أنَّ القدس عاصمة لدولتهم المزعومة، دون احترام للمكان ولا للزمان الذي اتخذه ليبث أفكاره المسمومة أمام الحضور. كما تعمد حاخامات آخرون طرح افكار تتعارض مع الحوار بين الأديان مثل الغمز الى احقيتهم في بناء الهيكل المزعوم وبالخوض في قضايا خلق آدم وفي أحاديث جانبية اكدوا دعمهم للحكومة اليمينية المتطرفة في اجبار العرب على أداء ولاء القسم لاسرائيل دولة دينية، وهو ما يتعارض مع فكرة الحوار بين الأديان فيما يهم سعادة البشرية. وانتقد الشيخ تيسير التميمي هذا السلوك من جانب الحاخامات قائلاً: إن تعمده هذا السلوك يؤكد انهم لا يريدون سلاما ولا حوارا ويسعون لفرض رأيهم بالقوة، وانهم عنصريون ومتطرفون ويعتمدون على القوة والدعم اللامحدود ليقوموا بالمزيد من العنجهية والغطرسة في أن ينكروا الآخر.
Sorry, the comment form is closed at this time.