11 يوليو المركز يشارك في الجلسة الحوارية (الحوار وآداب الخلاف) ضمن فعَّاليات الخيمة الخضراء
رمضان 1438ه
منذ نشأته يحرص مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان على التواجد الدائم في كافة المنتديات الثقافية واللقاءات الفكرية التي تناقش القضايا المجتمعية والدينية.
من هذا المنطلق شارك المركز في جلسةٍ حواريةٍ ضمن فعّاليات الخيمة الخضراء في شهر رمضان المبارك، وألقى خلالها الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان محاضرةً بعنوان: (الحوار وآداب الخلاف)، وذلك مساء الاثنين الموافق 17 رمضان 1438ه- 12 يونيو 2017م.
وقد شملت المحاضرة على محاورَ عديدةٍ تركَّزت كلُّها على الحوار وهو التخصص الرئيسي لمركز الدوحة الدولي لحوار الأديان؛ فتناول الدكتور النعيمي مفهوم الحوار، وأنَّ الجسور التي تُبنى بين الثقافات والحضارات هي في الحقيقة لا يمكن أن تبنى إلا بالحوار، ثم تبع ذلك بحديث مفصَّلٍ عن أهمية الحوار انطلاقا من قول الله عز وجل في سورة الحجرات: الآية 13 ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾. فمن النداء في هذه الآية الكريمة بقوله تعالى: “يا أيها الناس”نلمح دعوة إلهية لكل الخلق للتعاون والتعايش والتقارب، وتبادل الأفكار والآراء والخبرات والثقافات للوصول إلى ما فيه الخير للناس كافة في كنف التسامح والسلام، بمنطق وحدة الجنس البشري (الإنسانية)، والاعتراف بحق الإنسان- أيِّ إنسان- أن يحيى على هذه الأرض مع أخيه الإنسان؛ فالحوار تتحقق به احترام كرامة الإنسان وتأصيل المحبة والأخوة الإنسانية حتى بين المختلفين، فبالحوار تفتح الطرق التي تؤدي إلى حسن التلاقي والاستجابة وتوضيح المواقف وجلاء الحقائق وهداية العقول.
كما تضمَّنت المحاضرة بيانَ أصول الحوار ومبادئه وآدابه، والتي من أهمها: العلم، والعدل والبيان وتقبل الاختلاف، وابتغاء الوصول للحق بغير خصومة أو تعصب أو هوى، وفي نهايتها تطرَّق الدكتور النعيمي إلي تجاربَ تاريخيةٍ ناجحةٍ في الحوار الإسلامي غير الإسلامي، واختُتِمت المحاضرة بتعريف بأنشطة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، والتي من أهمها المؤتمر السنوي والطاولات المستديرة والدورات التدريبية والملتقيات الثقافية للجاليات المتنوعة المقيمة في قطر، وإصدارات المركز المتنوعة بما فيها مجلة أديان والنشرة الدورية للمركز، والرسائل المختارة التي تضم موضوعات تهتم بالحوار بين أتباع الأديان.
وفي تصريح للدكتور إبراهيم النعيمي قال: “لقد سعدتُ حقًّا، بالمشاركة في فعَّاليات الخيمة الخضراء، وحينما جاءتني الدعوة من برنامج أصدقاء الطبيعة حرصتُ على الحضور، وقد رأيت أن كافة محاضرات وندوات الخيمة تسير بخطى بنَّاءة لمناقشة قضايا عديدة إنسانية واجتماعية وحتى اقتصادية وبيئية؛ مما يساعد الأفراد والأسر على اكتساب قدرةٍ معرفية جيدة تخدم ذواتهم ومجتمعهم وبلادهم، خاصةً ونحن في شهر رمضان وقد امتلأت الأرواح إيمانا وسكينة”.
يُذكر أنَّ الخيمة الخضراء ينظمها برنامج “أصدقاء الطبيعة” الذي يترأسه الدكتور سيف بن علي الحجري، وتستمر حتى الثالث عشر من شهر يونيو، بمجمع إزدان مول التجاري، وبواقع أربع ندوات في الأسبوع، ومن المواضيع الهامة التي تناولتها الخيمة كذلك إسهام الإسلام في التنمية المستدامة، والوقاية الصحية للمرضى في شهر رمضان، والسلوك القويم لمستخدمي الطرق، والأمن الإلكتروني للفرد والمجتمع، وأثر الفنون الإسلامية في الحضارة الإنسانية، وإلهام الطبيعة في الأدب العربي، وتحديات الهوية، وآثار المدن الذكية بين الإيجابية والسلبية، ودور الجمعيات الخيرية في القضاء على الفقر.
Sorry, the comment form is closed at this time.