24 يناير مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان ينظم ندوة ثقافية في معرض الدوحة الدولي للكتاب الحادي والثلاثين 2022
ضمن فعاليات معرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته الحادية والثلاثين وتحت إشراف وزارة الثقافة في دولة قطر، وتنظيم مركز قطر للفعاليات الثقافية والتراثية، وتحت شعار “العلم نور”؛ نظَّمَ مركز الدوحة الدولي للكتاب ندوةً ثقافية لمناقشة كتاب “الصلة بين الدين والعلم في ضوء القرآن الكريم”؛ مستضيفًا لمناقشته مؤلفَ الكتاب الدكتور بدران مسعود بن لحسن الأستاذ المشارك والباحث بمركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية، وأستاذ مقارنة الأديان.
وقد أدار الندوة للمناقشة الدكتور أحمد عبد الرحيم الباحث بمركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، وحضر الندوة عدد من زوار المعرض، ومديرو دور النشر من المهتمين بقضايا الحوار والأديان، والمثقفين، وجَمع من الاكاديميين.
وفي بداية حديثه قدَّم الدكتور بدران بن لحسن نبذة عن الكتاب، وكيف جاءته فكرة تأليفه، والفئة الموجهة إليها الكتاب قائلا: “تدور فصول هذا الكتاب كلها حول محور واحد، هو الدين والعلم في ضوء القرآن الكريم. فتعالج الصلة بين الدين (الإسلام) وبين العلم، وتنظر في مختلف قضايا المعرفة والفكر والقراءة والعقل والفهم، وتكامل القوى الإدراكية، وسعة الوجود ومحدودية الوجدان، وصلة العلم بالعمل، وغيرها من القضايا التي ننظر فيها في ضوء ما يوفره لنا القرآن الكريم من هدايات. وتهدف مقالات الكتاب إلى تأسيس وعي ثقافي، يحول العلم إلى ثقافة تشمل الجميع، ووسط تتشكل فيه قيمنا عن العلم والدين والدور الحضاري لهما، في ضوء الرؤية التكاملية التي يؤسسها القرآن في وعي الإنسان المسلم”.
هذا وقد سعى المؤلف في مقالات هذا الكتاب- بحسب تقديمه له- ألا ينحو به منحى الجدال، أو تبرير المواقف، أو تقديم دروس أكاديمية، وكان هدفه بها هدفًا تثقيفيًّا وتربيويّا، يفتح ذهن الشباب المسلم على أهمية هذه القضايا، ويؤسس لوعي جديد بالقرآن وبالعلم وبالدين، يستعيد للعقل المسلم فعاليته المعرفية والفكرية، كما يستعيد للإنسان المسلم فردٍا وجماعة، فعاليتهما وتكامليتهما.
وقد دار النقاش حول الكتاب وموضوعاته بحوار بين مدير الجلسة والمؤلف وتساؤلات عديدة لما طرحه في كتابه من قضايا، كان أهمها التساؤل عن المفهوم الأوسع للعلم موضوعًا ومنهجًا، والصلة القائمة بين الدين والعلم، وأيضا مدى تأثير النموذج المعرفي الغربي في العلوم التطبيقية والإنسانية على جعل الصلة بين الدين والعلم.
وفي هذا يقول الدكتور بدران بن لحسن مؤلف الكتاب: ” لقد جعلت المعرفة المعاصرة الدين في مقابل العلم تقابلا إما تناقض أو أنهما جزيرتان معزولتان عن بعضهما البعض، وهذا أوصل الإنسانية إلى نوع من الفصام بين الدين والإيمان وبين العلم، والنموذج المعرفي الغربي في أساسه نموذج مادي يرفض وفق منهجه العلمي أي مصدر للمعرفة خارج عن نطاق الفحص الحسي المادي الخاضع للتجربة والمشاهدة؛ وهذا جرد الإنسان من مكوناته المعرفية الأساسية والتي أولها (الدين) الذي به ترتفع فطرته، وتعتدل نفسيته، ويتزكى عقله ويستقيم ضميره وتسمو روحه”.
وأضاف: ” إن القرآن الكريم يؤسس (لتكامل المعرفة بين المصادر الممكنة لها، فالمعرفة لا تقوم على مصدر واحد بل تتكامل فيها الإدراكات الحسية والعقلية والروحية، والرؤية التوحيدية التي جاء بها القرآن تقوم على تصور توحيدي تتكامل فيه حياة الإنسان، وتتكامل قواه الإدراكية على معرفة الحقيقة بتوجيه من القرآن الكريم.
وبسؤال له عن سُبل استعادة النهضة كما يطرح دائمًا في كتبه ومقالاته، قال الدكتور بدران بن لحسن: “الأمة العربية والإسلامية اليوم تعيش محاولة انطلاق؛ لتؤسس دورتها الحضارية من جديد، وهذا يحتم علينا الرجوع إلى القرآن والسنة في تحديد تصوراتنا وما يتعلق بفهمنا للدين، ودوره في حياتنا؛ وذلك حتى لا نقع في فهم اختزالي مشوه أو متناقض، وخاصة ما يتعلق بالصلة بين الدين والعلم”.
جدير بالذكر أن مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان وهو المؤسسة الرائدة في قطر المعنية بالحوار بين الأديان والثقافات يشارك- كما اعتاد كل عام- في المعرض بجناح يعرض فيه إصدارات المركز المتنوعة من كتب متخصصة في الحوار باللغتين العربية والإنجليزية، وكذلك مجلة أديان التي يصدرها المركز بصورة دورية وصدر منها حتى الآن خمسة عشرة عددا.
Sorry, the comment form is closed at this time.