05 مارس مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان يستقبل وفْدًا من طلاب البكالوريوس بجامعة جورجتاون في قطر
زار وفدٌ طلابي من جامعة جورجتاون بقطر مركزَ الدوحة الدولي لحوار الأديان صباح الخميس 23 فبراير 2023، واستقبلهم سعادة الأستاذ الدكتور إبراهيم صالح النعيمي رئيس مجلس الإدارة وفريق عمل المركز.
كان على رأس الوفد الدكتور يوسف وليد مرعي، أستاذٌ جامعي؛ مؤرخ ومتخصص في العلاقات بين الأديان في الشرق الأوسط بجامعة جورجتاون في الدوحة – قطر، وبكلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة، وكان برفقته (عشرة) من طلابه بمرحلة البكالوريوس في مجال الشؤون الدولية بجامعة جورجتاون.
افتتح اللقاء سعادة الأستاذ الدكتور إبراهيم صالح النعيمي بالترحيب بالزائرين، ممهّدًا بأن المركز يولي اهتمامًا كبيرًا بقطاع الشباب وطلاب الجامعات والباحثين، والحرص على إشراكهم في مختلف أنشطة المركز من مؤتمرات وندوات ونشر علمي في مجلة المركز التي يصدرها باسم “أديان”. يقول في تصريح له: “في ظل وجود العديد من المراكز والمؤسسات الداعية إلى الكراهية والعنف والإسلاموفوبيا في العالم؛ فإن من الأهمية بمكان وجود مؤسسات علمية ومراكز ثقافية لمكافحة ما تنشره هذه المؤسسات من سموم وأكاذيب، وإن مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان بوصفه نموذجًا من مراكز الحوار يسعى إلى مكافحة الإسلاموفوبيا والإرهاب والتطرف، والمركز ملتزم بمبادئ الإسلام ومراعٍ لثقافة المجتمع المحلي وتراثه، كما ويهدف المركز إلى بيان الوجه الصحيح للإسلام وفق الكتاب والسنة كما عرفت به دولة قطر عبر تاريخها العريق”.
هذا وتضمن برنامج الزيارة مقدمةً تعريفية لأنشطة المركز التي “يسعى من خلالها إلى نشر قيم التسامح والتعايش والحوار في دولة قطر؛ لجعل الحوار ثقافة منتشرة بين أوساط جميع شرائح المجتمع القطري وأطيافه؛ مواطنين كانوا أو مقيمين، بغض النظر عن الدين والعرق والجنسية، كما أن المركز يقوم بمهمة بيان الفهم الإسلامي الصحيح، وموقف الإسلام من القضايا التي يتعرض لها بكل وضوح من خلال أنشطته المتنوعة”. هذا وفق ما ورد في حديث سعادة الأستاذ الدكتور إبراهيم صالح النعيمي.
وعرض سعادته الخلفية التاريخية لمركز الدوحة الدولي لحوار الأديان وتأسيسه، حيث يُعد المؤسسة الرائدة في قطر التي تهتم بالحوار بين الأديان والثقافات، وبناء القدرات في مجال الحوار ونشر ثقافة السلام.
كما تطرق لجانب تفصيلي لأنشطة المركز المتنوعة التي يقوم بها، وعلى رأسها مؤتمر الدوحة لحوار الأديان، والدورات التدريبية للطلاب والمعلمين بالمدارس؛ بهدف التدريب على مهارات الحوار والتواصل، والمحاضرات التثقيفية والطاولات المستديرة للجاليات المقيمة في قطر، بالإضافة إلى الجانب البحثي والأكاديمي مثل “مجلة أديان” التي تصدر عن المركز باللغتين العربية والانجليزية، والنشرة الدورية، والكتب المترجمة، والرسائل المختارة، وذلك إلى جانب مكتبة المركز المتخصصة في دراسات مقارنة الأديان.
من جانبه قال الدكتور يوسف وليد مرعي رئيس الوفد في تصريح له عن أهمية هذه الزيارة: “أصبح مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان تحت القيادة الواعية للأستاذ الدكتور إبراهيم النعيمي أحد المنظمات العالمية المتخصصة في هذا المجال، وقد تشرفت أنا وطلابي بزيارة المركز والتعرف على ماضيه وحاضره، وتتطلع جامعة جورجتاون وكلية الدراسات الإسلامية في جامعة حمد بن خليفة إلى مواصلة تعاونها مع المركز وتوفير المزيد من الفرص للطلاب في قطر وخارجها للتعلم والاستفادة من جهود المركز وخبراته والمشاركة في أنشطته”.
وعلى صعيد آخر، أعرب الطلاب عن سعادتهم بهذه الزيارة وبما يقدمه المركز من تسهيلات وما يبذله من جهود كبيرة لتعزيز قيم التعايش والحوار بين الأديان والثقافات على المستويين المحلي والدولي، وأشاروا إلى رغبتهم في التعرف على المبادرات والمشاريع المختلفة التي يقوم بها المركز في مجال الحوار بين الأديان على المستوى الأكاديمي و على أرض الواقع محليًا ودوليًا، ويرجون أن يستفيدوا من هذه التجربة في دراساتهم وفي حياتهم الأكاديمية المستقبلية والعملية.
وتعقيبا على الطالب محمد بشير واستفساره عن عوامل وجود الكراهية بين الأديان والإساءة إلى بعضها البعض أحيانا؛ يقول سعادة الأستاذ الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي: “إن أسباب المشاكل بين الأديان تتعدد؛ من أهمها التحامل بين بعض أتباع الأديان، وخطابات الكراهية، والجهل بحقيقة وأصول الأديان وتعالميها، وما يؤدي إليه هذه الأمور من التطرف. ولا ننسى أن سوء الفهم كذلك من أهم المشاكل الواقعة بين الأديان. ونحن نسعى إلى حلّها بحكمة ووفق الأساليب التي يجب اتباعها في هذا الزمن والعمل مع شركائنا المتفهمين والمعتدلين.”
وفي استفسار آخر من الطالبة نور شديد عن التحديات التي يواجهها المركز، أجاب الدكتور النعيمي: “لا شك أنه من الطبيعي وجود تحديات أمام المركز، منها ما هو داخلي في توجيه بعض التساؤلات إلى المركز عن حقيقة أدواره وأنشطته، ومنها تحديات خارجية تتمثل في فهم العقلية الغربية. ؛ ولابدّ لقطر ولشباب قطر ومواطنيها ومقيميها من الاستعداد لهذه التحديات التي قد تزداد وتتنوع، خصوصا بعد النجاح الكبير الذي حققه كاس العالم، وما يعقب ذلك من الهجرة العكسية ورفع معدّل السياحة والزيارة لقطر.
وفي نهاية الاجتماع، قدّم سعادة الأستاذ الدكتور إبراهيم صالح النعيمي رئيس مجلس إدارة المركز هدايا تذكارية للوفد ودعاهم للمشاركة في الأنشطة التي يعقدها المركز بشكل دوري لتعزيز ثقافة الحوار والتعايش بين الناس من مختلف الثقافات. والأديان.
Sorry, the comment form is closed at this time.