09 مايو مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان ينظم مؤتمرًا دوليًّا بعنوان: من الحرية الدينية إلى المسؤولية الدينية نحو بناء مجتمعات التضامن والإنجاز
بالتعاون مع شبكة جيران متعددة الأديان بالولايات المتحدة الأمريكية
تستضيف الدوحة لمدة ثلاثة أيام ما بين (9 – 11 مايو 2023م) مؤتمرًا دوليًّا بعنوان: “من الحرية الدينية إلى المسؤولية الدينية: نحو بناء مجتمعات التضامن والإنجاز” ينظمه مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان بالشراكة مع شبكة جيران متعددة الأديان بالوليات المتحدة الأمريكية.
يهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على القضايا المتعلقة بالتعايش والحرية الدينية والتعددية الدينية، وذلك من منظور الأديان، والتشريعات القانونية وحقوق الإنسان؛ حيث ستتبادل المجتمعات الدينية المختلفة وجهات النظر للاتفاق على الممارسات والنهج الأمثل؛ لفهم تصورات بعضها البعض؛ ولمعالجة القضايا والمشاكل العالمية القائمة التي تهم الجميع بغض النظر عن دينهم.
بالإضافة إلى ذلك، ستتم مناقشة طرق الانتقال من الحرية الدينية التي تقررها الأديان والدساتير الدولية إلى المسؤولية الدينية، وسيتم ذلك بالسعي لإيجاد مجتمعات عملٍ للدفاع عن هذه القضية واتخاذ المزيد من الإجراءات الفعالة.
وفي تصريح لسعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان حول تنظيم هذا المؤتمر والإعداد له صرح قائلا: “إننا في مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان عبر سنواتٍ طويلة ومشاريعَ عديدةٍ من التعاون مع القادة الدينيين ومراكز الحوار العالمية والعلماء والمفكرين وقادة الرأي؛ نسعى جاهدين لمد جسور التلاقي والعمل المشترك بين كافة الأطراف للحوار، والمناقشة حول التحديات التي تَحول دون العيش المشترك والتعايش السلمي بين أتباع الأديان والثقافات؛ لتعم ثقافة السلام بين بني البشر، وهذاالمؤتمر مثال لهذا التعاون الدولي الذي يعد استمرارًا لمبادرات دولة قطر التي لم تألُ جهدًا في الدعوة للسلام وترسيخ ثقافة الحوار مع جميع الثقافات وبين أتباع الأديان، والانفتاح على الحضارات الأخرى، وبدورها الإيجابي في القضايا التي تخص الحوار بين الحضارات والثقافات، مما أكسبها مكانة عالمية مرموقة وجعلها واحدة من دول العالم الأكثر تأثيراً في مثل هذه القضايا”، موضحًا أن “قطر بقيادتها الرشيدة، سباقة في كل تلك القضايا لمهمة، وهي دولة تبحث دائماً عن السلام والوئام، ولها إسهامات وأدوار مشهودة في هذه المجالات، كما يعد هذا المؤتمر فرصةً عظيمةً يلتقي فيها كوكبة من الأئمة والقساوسة والحاخامات، وعلماء الدين، وأيضا القانونيين والأكاديمين والباحثين، على أساسٍ من القيمِ الدينيةِ والإنسانية الثابتة”.
وعن اختيار موضوع المؤتمر الذي يتمحور حول الحرية الدينية والمسؤولية الدينية قال الدكتور النعيمي: “إن الحرية الدينية مبدأ أساسي في الدين الإسلامي، وأمرٌ إلهي في كل تعاملات المسلمين مع غيرهم، يقول الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾، فالحرية الدينية تشكل أساسًا دينيًّا وأخلاقيًّا ثابتًا ومبدأً إنسانيًّا راسخًا يرسم الطريق الصحيح نحو إقامة التعايش السلمي بين أتباع الأديان والحضارات، والتي من دونها تضطرب العلاقات الإنسانية، ويتحول المجتمع الإنساني إلى ساحة لإراقة الدماء وقمع الأقليات وممارسة أبشع صور الاضطهاد الديني كما نرى للأسف في عالمنا اليوم”. وأشار منوهًا أن “منصات ومؤتمرات الحوار ليست منابر لإعادة تشكيل الأديان والشرائع والعقائد، وهي كذلك ليست لتغيير الأديان أو وحدتها؛ بل للتعارف والتعايش والوقوف على القواسم المشتركة، وتحقيق الانسجام والتعددية والتسامح؛ فهي لا تعني صهر الأديان في قالبٍ دينيٍّ جديد أبدًا؛ وإنما هي فرصة للالتقاء وطرح الرؤى واستيعاب الفكر الآخر، ونحن في هذا المؤتمر نحاول التهيئة لتأسيس رؤية واحدة حول قضية الحرية الدينية انطلاقًا من المسؤولية الدينية علينا جميعًا على مختلف الأصعدة لمواجهة أمواج العنصرية والاضطهاد التي يعاني منه إخوان لنا في الإنسانية”. وأضاف: “أن على القادة الدينيين وعلماء الأديان القيام بدورهم ومسؤوليتهم، فهم مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى ليتضامنوا فيما بينهم، ويتخذوا خطوات عملية جريئة للتصدي لكافة ممارسات العنصرية والاضطهاد وقمع الحريات، وتأسيس رؤية واحدة تقوم على السلام والمحبة ونبذ العنف والتطرف”.
وحول محاور المؤتمر، نوه سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي إلى أنها كلها ستناقش من خلال بعدين رئيسيين الأول ديني والثاني قانوني وهي أربعة محاور رئيسية سيتم مناقشتها في عشر جلسات وورش عمل: الأول منها يعنى ب مناقشة المسؤولية الدينية، والمحور الثاني سيتم فيه النقاش حول كيفية بناء الثقة والسلام المتبادل داخل المجتمعات الدينية، وبين المجتمعات الأخرى تقوية التواصل والتعامل بين المجتمعات الدينية وبين أصحاب القرار المؤثرين في مجتمعاتهم ودولهم، وأوضح أن المشاركين كذلك سيناقشون ضمن المحور الثالث سبل ضمان تحقيق الطابع المؤسسي على المستوى المجتمعي من خلال المؤسسات الدينية والإجراءات الرسمية والقانوينة، وأما المحور الرابع تم تخصيصه للتباحث حول كيفية تحقيق مخرجات المؤتمر من خلال الأطر العالمية والنطاقات الجغرافية الدولية والمحلية.
وفي رده على سؤال حول أهداف المؤتمر أجاب: “ترتكز أهداف هذا المؤتمر حول إيجاد منبرٍ للنقاش والتفاعل بين المثقفين والأكاديميين والباحثين المتخصصين والمعنيين بموضوع المؤتمر وقضاياه، وكذا القادة الدينيين والمؤثرين من أصحاب القرار لوضع حلول وخطط عمل لمختلف القضايا الصعبة المتعلقة بالتعايش والحرية الدينية من منظور الأديان وحقوق الإنسان والتشريعات القانونية، والعمل على بناء الثقة بين الدول والمجتمعات وبين القادة الدينيين وأتباع الأديان.، وتحديد مسؤولية القادة الدينيين والمؤثرين من أصحاب القرار لتجاوز عقبات الحرية الدينية والانتقال إلى المسؤولية الدينية والمجتمعية، وإيجاد سبل التضامن والإنجاز الجماعي”.
وأكد أن: “من بين أهداف المؤتمر أن ينقل للمتحاورين الرؤية الإسلامية تجاه قضية الحرية الدينية بشكل واضح من دون أي تنازل عن المبادئ أو الموالاة على حساب الدين، بالإضافة إلى شرح مبادئ الإسلام ودعوته إلى حرية المعتقد المكفولة لأي إنسان، وكذلك دعوته للتسامح مع الآخر المختلف معنا في الدين والعيش المشترك ونبذ الإسلام للعنصرية والكراهية والعدوان على غير المعتدين”.
ومن الجدير بالذكر أن مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان من المؤسسات القطرية الرائدة، وهو مركزٌ دوليٌّ مَعنيٌّ بنشر ثقافة الحوار بين الأديان، ومد جسور التعاون والتفاهم بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات حول العالم، وبناء القدرات في مجال الحوار وثقافة السلام وقبول الآخر، وتفعيل القيم الدينية لمعالجة القضايا والمشكلات التي تهم البشرية.
Sorry, the comment form is closed at this time.