10 يونيو استنكار وإدانة شديدة من مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان لحادثة دهس أسرة مسلمة في كندا
بسم الله الرحمن الرحيم
“مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا”
سورة المائدة: الآية32.
بكل أسفٍ لا تزال مخالب العنصرية تنهش في جسد الإنسانية، ولا يزال العالم بعيدًا عن أمنه وسلامه واستقراره ما دام هذا الخطر وذلك الشر موجودا.
من جديد تُروِّع الإنسانيةَ جرائمُ الكراهية والتطرف؛ خاصةً حينما تصل الجرأة بتلك الجرائم أن يستهدف مرتكبُها أسرةً كاملة ويودي بحياة أربعة منها بلا جُرم أو ذنب سوى حقدٍ دفين في قلبه وفكر فاسد يحمله عقله ضد الآخرين من المخالفين له في الدين والعرق!
يُعرِب مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان عن استنكاره وإدانته الشديدة لحادث الدهس المروِّع بسيارة على عائلة مسلمة كانت في نزهة مساء الأحد 7يونيه 2021م، في لندن، أونتاريو بكندا، والذي أسفر عن مقتل أربعة من أفراد تلك الأسرة البريئة من أصل باكستاني، والتي يُشهَد لها من جيرانها أنها أسرة طيبة حسنة السيرة منذ هجرتها إلى كندا، وكانت الأم التي قُتلت في تلك الهجوم البشع طالبة في سلك الدكتوراه.
لقد اتفقت الفطر الإنسانية السليمة والتعاليم الدينية القويمة على احترام المقدسات في جميع الأديان، وما طالعناه مساء الأحد كان فاجعة كبيرة؛ حيث امتدت أيادٍ آثمة يملؤها الحقد وتتلبسها الكراهية بقتل عائلة من رجال ونساء وأطفال لا ذنب لهم سوى أنهم ينتمون إلى دين سماوي .
إنَّ مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان يؤكد على استنكاره الشديد لمثل هذه الأعمال العنصرية الدنيئة التي تُزهَق من خلالها أرواح بريئة؛ فمثل هذه الأفكار والتوجهات والأعمال الإجرامية- مهما كان فاعلها ودينه وانتماءه- تمثل تعدِّيًا واضحًا على مبادىء الإنسانية وقيم الأديان السماوية جميعاً التي تحث على حِفظ النفس، وتشدد دائما في شرائعها على أن التعدي على الأبرياء هو من أكبر المحرمات.
كما يؤكد المركز على أن وصف هذا العمل لا بد أن يكون مسماه عملًا إرهابيًّا سواء كان دافعه الإسلاموفوبيا (رُهاب الإسلام) أو الإكزينوفوبيا (الخوف من الأجانب وازدرائهم)؛ حتى وإن كان من فرد واحد مهما كان دينه أو انتماؤه؛ فالإرهاب لا ينتمي إلى أي دين أو عقيدة، ولا يهدف هؤلاء المجرمون من ورائه إلا إشاعة الكراهية والحقد والغضب بين الناس، ومثل هذه الأفعال الإجرامية لا تخدم إلا أعداء الإنسانية والمتطرفين.
وسيظل المركز يحث الدول التي تدعو للمحبة والتسامح على ضرورة مواجهة العنصرية وخطاب الكراهية ضد الأقليات في العالم، والتصدي بحزم وقوة لذلك الخطر الذي بات يهدد العالم باستفحاله الشديد بين جميع دوله خاصة مع تزايد أمواج الهجرة واللجوء في العقود الأخيرة، كما يدعو الجهات المسؤولة في جميع الدول أن تقوم بدورها المنوط بها من أجل حماية الأقليات المهاجرين أو اللاجئين من أي جنس أو لون، أو من معتنقي الديانات غير الرئيسية بالدول المهاجرين إليها، وحمايةدور عبادتهم، واتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بتأمين ذلك، مع ضرورة الجدية والحسم في تعقب الجناة وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل؛ نبذًا للفرقة ومواجهة للتعصب والكراهية.
إنَّ مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان ليأسف أشد الأسف على مقتل أفراد هذه الأسرة البريئة وضحايا هذا العمل الإرهابي الدنيء ويدعو لهم بالرحمة والمغفرة، ويتمنى الشفاء العاجل للمصابين منهم؛ داعيًا الله العليَّ القدير أن يعمَّ السلام والأمن والاستقرار ربوع العالم.
Sorry, the comment form is closed at this time.