الأستاذ الدكتور إبراهيم النعيم ضيفٌ عبر أثير إذاعة قطر للحوار حول اليوم العالمي للتنوع الثقافي

24 مايو الأستاذ الدكتور إبراهيم النعيم ضيفٌ عبر أثير إذاعة قطر للحوار حول اليوم العالمي للتنوع الثقافي

في مساء السبت 22مايو استضافت إذاعة قطر-الأستاذَ الدكتور إبراهيم صالح النعيمي رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، للحوار حول مدى أهمية التنوع الثقافي؛ وذلك بعد مشاركته في الندوة التي أقامها الملتقى القطري للمؤلفين (أون لاين)بعنوان: ” الكتابة والتأليف سفراء الثقافة لتعزيز التنوع الثقافي”، وذلك ضمن الاحتفاء باليوم العالمي للتنوع الثقافي الذي يوافق 21 مايو من كل عام.

ويمكن لنا أن نستعرض معًا نقاط الحوار:

– بداية.. كيففية استثمار حوار الأديان في مجال التنوع الثقافي؟
بداية حوار الأديان هو فرع من الحوار بصورة عامة والحوار ما هو إلا تفاعل معرفي بين متحاورين يتم فيه قراءة فكر الآخر بوضوح وعن قرب، والتعرف على نظرته للمختلف معه في الدين أو الثقافة أو العادات والتقاليد.
أما سؤالك عن الحوار الديني واستثماره كوسيلة للتقارب والتأكيد على التنوع الثقافي فإن الحوارَ الدينيَّ لهو ضرورةٌ مهمة جدا وملحة لبيان حقيقة الأديان وتحديدا بالنسبة لنا الدين الإسلامي ورفضِه للصراع والتصادم وكلِّ من يدعو إليهما، وخلقِ روحِ السلام بين كافَّة البشر على اختلاف أجناسهم ودياناتهم، والاتفاقِ على قيمٍ إنسانيةٍ مشتركةٍ تهدفُ للتعايشِ والتسامحِ والتعاونِ والسلام، وقبول الآخر والاعتراف بحقوقه، وحريته الدينية والمدنية.

– كيف يمكن أن يساهم التنوع الثقافي في إثراء الكتابة ونقل التجارب؟

إدارة مفهموم التنوع الثقافي وفهمة خاصة من المثقفين والكتاب أمر غاية في الأهمية خاصة في واقعنا المعاصر فهم الأقدر على نقل الأفكار والعلم والصورة الحقيقية لديننا وثقافتنا؛ ومن هنا يأتي دور الكتَّاب والمفكرين والمثقفين العربوالمسلمين لتدعيم جهود الكتابة والنشر في مجال الحوار مع الآخر ؛ باعتبارهم الرسل الحقيقيين لتبليغ الصورة الحقيقية الصحيحة للدين الإسلامي ولثقافتنا العربية، ولتغيير الصورة الذهنية لدى الآخر عن الإسلام ونظرته للحوار؛

– كيف يمكن أن يحدث هذا مع الحفاظ على الهوية الثقافية؟

الشعلة المضيئة إلم يحملها من يحافظ على نورها فبالتأكيد ستخبو وتنطفئ، ونحن لدينا نور نهتدي به (دين وقيم وثقافة وحضارة عربية عريقة)،؟ وحامل هذا النور هم الكتاب والمفكرون
واسمحوا لي أوجه دعوة صادقة إلى المفكرين والكتاب العرب والمسلمين بضرورة تكثيف الحوارات الثقافية، وبالأخص المعنية بحوار الأديان والتنوع الثقافي والفكري وحوار الحضارات، وأن يكون لدينا عمقٌ فكريٌّ ومعرفيّ وفلسفيّ لأهمية هذا الحوار وأسسه ومبادئه وطرقه، وأن ننشر هذا الفكر للناشئة؛ فيتكون لدينا المفكر والباحث الشاب المسلم والمسلمة، وتنشأ حركة بحثية فكرية إنسانية تستلهم مبادئ الدين وتُطبِّقها في حواراتها مع باقي الأديان والثقافات؛ لكي نقارع الحجة بالحجة، فنحن نعلم أن الغرب يهتم اهتماما كبيراً بمثل هذه الأمور،

– إلى أي مدى يمكن لنقل التجارب المناسبة لثقافتنا كشعوب عربية أن تصب في صالح التنوع الثقافي.

لقد كانت الظروف الاستثنائية التي مر بها العالم، وما زال- كما نرى- في ظل تنامي ظاهرة التطرف والتعصب والشحن الطائفي والعرقي والديني والمذهبي، وما نتج عن ذلك من صراعات؛ ظهرت حاجة ملحة لنا كشعوب عرللتحرك بجدية لنقل ثقافتنا للآخر بصورة صحيحة ، وتعزيز ثقافة الحوار معه، والتي من أهمها بالطبع حوار الأديان والثقافات المنتمية للحضارات المختلفة؛ خاصةً وقد أصبح العالم اليوم كقرية صغيرة،ومصيرُ سكانها مترابطًا ومتداخلا، بحيث أنّ ما يجري في شرق العالم له صدًى في غربه؛ وذلك بسب انحسار المسافات وانتشار الإعلام ولغة تكنولوجيا تواصل المعلومات.
وقد كان هذا دافعًا مهمًّا ليتواجد بالعالم الإسلامي مراكز للحوار، ومن بينها مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان

– هل هذا يقع على عاتق المفكرين وما الدور المتوقع منهم في هذا المجال

بالطبع.. لأن المفكرين كما ذكرت هم الخط الأول وهم عقل الأمة التي ينقل علمها وثقافتها وكذلك حضارتها وهويتها، ومن قبل ذلك قيم دينها، ولذلك فعلى المفكرينوالباحثين العرب والمسلمين أن يشاركوا بكثافة في أنشطة بحثية وحوارية معمَّقة، وينشرون نتائجها في كتبهم واصداراتهم بصفة مستمرة، وعلى جميع الأوجه المقروءة والمسموعة والمرئية، وفي المقابل لا نجد- للأسف- إلا القلة القليلة من المفكرين والكتاب والمثقفين العرب والمسلمين من يهتم بمثل هذه الأمور، وعليه فإن مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان يحثُّ الكتاب والمفكرين والباحثين العرب والمسلمين بضرورة عدم إهمال هذه القضايا، والاهتمام بها، والجد في النشر حولها، وقد سبقنا الكثير من الفلاسفة العرب والمسلمين في هذا المجال، واتحفونا بالكثير والمثير من المؤلفات التي ما زال يبحث فيها العلماء والباحثون في الشرق والغرب، مثل إصدارات ومؤلفات (ابن رشد وابن خلدون) وغيرهما من العلماء المسلمين.

– أهمية الترجمة ودورها في إثراء هذا التنوع الثقافي
الترجمة هي نقل فكر الآخر من لغته إلى لغة المستقبل، وبالتالي في وسيلة مهمة بل الوسيلة الأهم لمعرفة أفكار المختلف معك في اللغة، ولذلك فنحن لا تجد لنا إصدار في مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان إلا يصدر باللغتين العربية والإنجليزية وأحيانا كثيرة بلغات أخرى.

– كيف يمكن لهذا التنوع أن يساهم في التعريف بتراثنا العربي والإسلامي؟

هناك أفكار قد تأصَّلت في العقلية الغربية بصورةٍ كبيرة، بل ورسَّخت النظرة العدائية للإسلام والمسلمين منذ سنين وعقود، وحتى قرون سابقة، واستثمرها أعداء الإسلام وأعداء الإنسانية من الداخل والخارج لتكون رأس الحربة في حربهم ضد الإسلام والمسلمين.

فخوف الكثيرين من الإسلام يبدو ناتجًا في الأصل عن جهلٍ بالإسلام وحقيقته، والاكتفاء بنظرةٍ سطحيةٍ لممارساتٍ سيئةٍ لحفنة قليلة ممن يدَّعون انتماءهم إلى الإسلام، وهم في الواقع مسلمون شكلاً وليس مضموناً، والنظر إليها على أنَّ الدين الإسلامي يأمر بها ويشجع عليها، إضافةً إلى أنَّ بعض مصادر المعلومات عن الإسلام في الغرب تفتقر إلى الموضوعية والنـَّزاهة، أو تعكس أفكارًا مغلوطةً عن جوهر الإسلام وتعاليمه وشريعته وأصوله، سواءً عن جهل أو في كثير من الأحيان عن قصد؛ إذ إنها تزعم أنَّ ممارسات المسلمين تنبع من ثقافةٍ متحجِّرةٍ غير مسالمةٍ تختلف عن الثقافات الأخرى المتحضِّرة، وأنَّ الدين الإسلاميَّ دينٌ غير متسامحٍ مع مَن يختلف معه، وأنَّه دينٌ يتطلَّع إلى السيطرة على العالم وأسلمته، ويقوم على نشر مبادئه بالقوة وتدمير وقمع أتباع الديانات الأخرى.

بدون تعليقات

Sorry, the comment form is closed at this time.