08 فبراير الدين والرياضة
الإنسان- ولا شك – كان محور الاهتمام الأول في الأديان، روحه وجسده، وكما أن خيرية الإنسان تعلو بإيمانه روحيًّا؛ فهي كذلك تعلو بقوته جسديًّا، وهذه النظرة الشاملة لصحة الإنسان روحيًّا وجسديًّا تجعل من (الرياضة) كوسيلة فعالة لبناء جسد الإنسان وتقويته مطلبًا مهمًا يدعو له الدين ويحث عليه، وليس فقط وسيلة ترفيهية، لذلك فإن مكانة الرياضة في حقيقتها لا ترتبط فقط بصحة الإنسان الجسدية؛ وإنما كذلك لأنها تؤثر في نفسيته وسلوكه وأخلاقه، فالرياضة أحد أهم الأمور التي تمس روح الإنسان قبل أن تؤثر في صحته وجسده، ومن خلالها يمكن أن تتأصل في الإنسان أخلاقيات الصدق والنزاهة والتواضع والانضباط والصبر والعمل الجماعي، يُضاف إلى هذا احترام الاخر ولو كان منافسًا. وهذا الأمر واضح لا تُخطئه عين ولا ينكره عقل.
وفي عالم استطاعت فيه خطابات الكراهية وصدام الحضارات تحقيق الهيمنة على أغلب العقول، واستقطاب الأفكار والتأثير في الآخرين، وفي وقت نرى فيه تصاعد الخلافات والنزاعات على كافة الأصعدة؛ بان لنا أن من أعمق صور التغيير التي يمكن تحقيقها في عالمنا، أن يتم جمع الشعوب مختلفة الثقافات والأعراق والألوان والأديان على مبدأ إنساني مشترك واحد، يتم به تقدير اختلافاتهم، وتحقيق التعايش والمودة فيما بينهم.
ولعل الرياضة يمكن من خلالها- إن استطعنا أن نجردها من شوائب التعصب- أن نحقق الانسجام والوئام والتعايش والحوار وقبول الآخر، وأن نجعل منها قوة ناعمة هائلة قادرة على معالجة أعقد القضايا الإنسانية التي لم تقدر على معالجتها القوى السياسية أو الاقتصادية.
Sorry, the comment form is closed at this time.