05 مايو العنصرية الغربية تتصاعد ضد المسلمين
دعا لفتح قنوات جديدة للحوار الثقافي.. يوسف صديقي
قال الفيلسوف والكاتب الفرنسي يوسف صديقي ذو الأصول العربية التونسية المسلمة أنه لا يمكن التصدي للحملات الغربية الإعلامية العدائية عن الإسلام وتشويه صورة الرسول (صلى الله عليه وسلم) دون أن نقنع الطرف الآخر بأن هناك تاريخاً، يجعلنا في هذا المفترق والتبغث الثقافي والإعلامي، وأشار في حديث للـ الراية ، الي كتاب كان قد ألفه عن الهمج والبرابرة المتوحشون، والذي انطلقت فكرته البسيطة التي تتمثل في أنه عندما ينطق الفرد كلمة عربي باللغة الفرنسية أو الإنجليزية فإنه ينزع حرف العين لأنه ليس موجودا في قاموس هذه اللغات منمنمة الأصوات اللاتينية أو الأنغلو سكسونية، وبالتالي فإن العربي غير مطالب بأن ينزع من اسمه الحرف الأول المتمثل في(حرف العين) حيث إنهم أوجدوا حرف (الهيش) بدلاً عن العين في كلمة العبري، ولم يوجدوا بديلاً للعربي كأنهم ينزعون للعربي دينه وثيابه، وأضاف إنه وانطلاقاً من هذه الجزئية المرهفة انطلقت فكرة الكتاب، التي تنبذ الظلم الذي ساد نظرة الغرب للعرب والمسلمين، حيث إنهم منذ البداية لم يعفوا الغرب عن الإسلام ويعتقدون أن الإسلام تجرأ ودخل المجال المخصص للمسيحية، وتغلغل حتى أواسط فرنسا وأسبانيا وأسس حضارة كبيرة منذ ثمانية قرون، وأشار الى مقولة من دحر العرب من الأندلس، والي إيزابيل التي أصبحت قديسة وزوجها فردينار الذين دحروا العرب من أسبانيا، باعتراف بعدم قبول الإسلام في الأرض الأوروبية وهذا ما عكسته أقوالهم وأدبياتهم، ومنذ ذلك الحين مروراً بالحروب الصليبية حتى الاستعمار، ولفت الى معاناة المسلمين من هذه النظرة التي هي في الأساس نظرة ثقافية، بمعنى أن من هم هؤلاء الذين جاءوا واستقروا في الأراضي الأوربية بديانة ورؤية جديدة للوجود والآخرة، وبمكانة الإنسان في الوجود وعلاقته بالربوبية، ومن هم هؤلاء الذين يعتبرون عبيداً للغرب، لكنهم أسسوا ثقافة فيها اليهودي بن ميمون وبن الرشد، والموسيقيين والشاعرة ولادة بنت المستكفي، وكلما يحلمون به الآن بما يسمى بالتميز الثقافي والعلمانية الثقافية، حيث إن المستكفي أمير المؤمنين كان يأتي للصالون الشعري الثقافي الذي كانت تحييه ابنته ولادة، من فترة لأخرى وهناك شعراء كابن زيدون وأمه يحضرون هذا الصالون، وهذا ما يعتقد الأوروبيون أننا لا تملكه في حين أننا نملكه منذ ألف سنة.
وحول إمكانية وجود حوار غربي مع الإسلام والعرب يقول الفيلسوف صديقي، إن الحوار بدأ في أوروبا حيث يعتقد الإيطاليون والأسبانيون والفرنسيون أن هناك بوابة ثقافية يمر منها ما يسمى (بالعيش معاً ) وأشار الى أن ستة ملايين وعرب ومسلمين يعيشون في فرنسا ويحملون الجنسية الفرنسية وبالتالي لابد من الحوار، وإلا ستنشأ حرب أهلية،
وعن تحديات التمييز التي تواجه العرب والمسلمين في الغرب أشار الفيلسوف صديقي الى حرية التنقل وأداء الشعائر الدينية التي كفلها القانون، الإ أن المشكلة تكمن في نظرة الآخر وعدم قبوله، والتي ترهق كل مار عربي أو مسلم، وقال أن العنصرية تأخذ مجراها بشكل واضح في فرنسا فيما يتعلق بالمسلمين.
وعن قضية قبول الآخر التي ينادي بأهميتها الغرب وغير مطبقة فعلياً في الحياة المعاشة، أوضح الفيلسوف صديقي أن الغرب اتفق وأقنع مواطنيه على أن الدين الإسلامي ليس برأي إنما نفي للآراء، وبهذا منظورهم كان التصدي له، وهذا ما يدعون إليه ويروجون بالدعاية له.
وحول المسئولية التي تقع على عاتق الفلاسفة والعلماء المسلمين المقيمين بالغرب، قال إنها كبيرة جداً، وفي بعض الأحيان تبعث فيهم اليأس فيقولون أن يترك كل شيء للتاريخ الذي سيغير كل شيء والتصادم مع الأشياء، وأضاف الفيلسوف صدقي أن هذا ما لا يمكن تجنبه في بعض الأحيان، خاصة التصادم التاريخي، كما أن الفرد والجماعات والنوادي والدبلوماسية لا تستطيع تغيير عقلية كانت متراكمة منذ قرون.
وعن منتدى الدوحة ودوره في خلق حوار شامل، قال بالفعل إن دوره مهم في تحقيق هذا الهدف، إلا أنه لابد من النظر الوقت الذي يمنح للمتحدث حيث إن خمس أو سبع دقائق لا تمكن المتحدث من ترتيب أفكاره، وقال: أنا لا أعتقد في الطريقة الأنغلوسكسونية ، ولابد أن يكون هناك تنسيق للأفكار ودفاع عنها، حيث لا يمكن أن يتم ذلك في أقل من عشرين دقيقة أما سبع دقائق فستجعل المتحدث يهتف دون أن يصل لعمق القضية.
منال عباس(الراية)
Sorry, the comment form is closed at this time.