25 أبريل حوار الأديان ينظم ندوة القواسم المشتركة في جامعة حمد بن خليفة
حضر سعادة الشيخ ثاني بن حمد آل ثاني المحاضرة التي عقدت بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة تحت عنوان ” القواسم المشتركة التي تجمعنا أقوى مما تفرقنا”، وتحدث فيها السيد إيان بلير رئيس مجلس أمناء معهد وولف بجامعة كامبردج، وعضو البرلمان في المملكة المتحدة.
وتأتي هذه المحاضرة التي التي نظمها مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان ومعهد وولف التابع لجامعة كامبردج، بالتعاون مع (مركز محمد بن حمد آل ثاني لاسهامات المسلمين في الحضارة) في إطار سلسلة من المحاضرات التي تعقد دوريا لتعزيز الشراكة ونشر ثقافة الحوار والتعايش بين الأديان في العالم.
وتطرق المحاضر إيان بلير للقواسم المشتركة بين الأديان الإبراهيمية الثلاث ( الإسلام والمسيحية واليهودية)، مؤكدا على أن تعاليم جميع الأديان تدعو إلى التعايش والتفاهم والسلام وتحقيق المحبة بين البشر.
كما أشار إلى بعض الضغوط والمتاعب التي تتعرض لها بعض الجماعات الدينية نتيجة لانتشار ظاهرة العنف التي يشهدها عالم اليوم.
وتحدث السيد إيان بلير حول المشتركات التي تجمع الإنسانية وكيفية استثمارها لتعميق المعرفة بالآخر وبتاريخه وقيمه على قاعدة الاحترام المتبادل والاعتراف بالتنوع الثقافي والحضاري .
وكان الدكتور إبراهيم النعيمي رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان قد ألقى كلمة في مستهل المحاضرة أشار فيها إلى أن هذا اللقاء- هو السادس من نوعه- ضمن سلسلة محاضرات دورية، ينظمها مركز الدوحة الدولي و معهد وولف بجامعة كامبردج، في المملكة المتحدة، وجاءت الندوة السادسة بالتعاون مع مركز محمد بن حمد آل ثاني لإسهامات المسلمين في الحضارة في كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة.
وأوضح أن المحاضرة تندرج في إطار مذكرة تفاهم ابرمت بين الطرفين، وتهدف إلى تعزيز الحوار وتوسيع دائرة التفاهم والتسامح بين الأديان، وذلك لمواجهة التحديات التي تعترض طريق التعايش السلمي في عالم غير مستقر تتنامى فيه مظاهر العنف بشتى أشكاله.
وقال الدكتور النعيمي ” إن مثل هذه الفعاليات تساهم في التقارب بين أتباع أديان المنتمين لثقافات مختلفة، من خلال خلق حوارات وجسور ، وذلك بهدف التعامل البناء و التفاعل المثمر بين الشعوب، بدون التنازل عن الإيمان والمعتقدات الخاصة بكل طرف”.
وأكد أن تحقيق الحوار بين الأديان أمر ضروري لتحقيق التعايش السلمي سواء بين الناس أو بني أتباع الأديان أو الشعوب المختلفة.. مشيرا إلى أن جهود وأنشطة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان تسعى نحو هذا الهدف.
ومن جانبه أشار د. عماد الدين شاهين عميد كلية الدراسات الإسلامية في جامعة قطر، إلى مبادرة “كلمة سواء” التي تم إطلاقها من قبل بعض العلماء المسلمين، للتقارب بين الديانات، حيث قال: مبادرة “كلمة سواء” أطلقها نحو 140 عالما مسلما، على شكل وثيقة صدرت في عمان من 30 صفحة، وتدعو المبادرة إلى الوصول لأرضية مشتركة بين الأديان السماوية الثلاث الإسلام والمسيحية واليهودية.
وأضاف د. عماد الدين: المشتركات بين الأديان الإبراهيمية مجالها واسع، مثل الإيمان بالله، والاهتمام بالقضايا والتحديات التي تواجه المجتمعات المعاصرة، والتي تشمل تحديات اقتصادية واجتماعية وثقافية، إضافة إلى العولمة ، وأرى أن هذه المحاضرة تأتي في ذات اتجاه وثيقة “كلمة سواء”.
وبدورها قالت أ.د.عائشة المناعي رئيس مركز محمد بن حمد آل ثاني لاسهامات المسلمين في الحضارة : سعيدة جدا بتنظيم هذه الندوة التي آمل أن تساهم ولو بالقليل في تعزيز ثقافة الحوار بين الأديان، حيث أن الحوار بات اليوم ضرورة لازمة، لأن غيابه يعني القطيعة والعنف.
وأضافت المناعي : خلال السنوات الماضية زاد اهتمام النخبة المثقفة والدينية بالحوار، ونشر قيم المحبة والتسامح، ولكن ثمة فجوة تعيق تحول هذه الأفكار إلى قيم وثقافة منتشرة بين العامة من الناس، وهذا خلل كبير، نرجو من الله أن يوفقنا ويوفق القائمين على الحوار حول العالم في تجاوزه.
وأكدت المناعي في ختام كلمتها على مكانة الضيف السيد/إيان بلير، ودوره في مجال الحوار، كما أشادت بموضوع المحاضرة، قائلة : عندما نفكر بالحوار بين الأديان السماوية، فبالفعل المشتركات واضحة، وما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، ولهذا فإن الاستماع إلى هذه الآراء النيرة اليوم، سيدفع الباحثين في مجال حوار الأديان للمزيد من العطاء والإبداع بهذا الخصوص.
الشراكة بين مركز الدوحة للحوار ومعهد وولف
تأتي هذه الندوة في إطار مذكرة التفاهم التي أبرمت بين مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان ومعهد وولف التابع لجامعة كامبردج في المملكة المتحدة، والتي من ثمارها تنظيم ندوة موسعة حول الحوار بين الأديان سنويا، بالتناوب بين المدينتين الدوحة وكامبردج.
وتهدف هذه المحاضرات إلى تعزيز الحوار وتوسيع دائرة التفاهم والتسامح بين الأديان، وذلك لمواجهة التحديات التي تعترض طريق التعايش السلمي في عالم غير مستقر تنامى
فيه مظاهر العنف بشتى أشكاله.
يأمل القائمون على هذه الفعالية في أن تساهم هذه المحاضرات في التقارب بين الشعبين القطري والبريطاني وذلك من خلال فهم كيفية التعامل مع دين “الاخر ، من خلال حوار متكافىء بين الطرفين، وذلك بهدف التعامل البناء والتعاون المثمر بين الشعوب ، دون التنازل عن الإيمان والمعتقدات الخاصة بكل طرف.
كما ترمز هذه الشراكة المثمرة بين المؤسستين لتنسيق العمل على المستوى المحلي والإقليمي والدولي وفي مجالات التربية المختلفة والسعي لنشر المعرفة، كما يأمل المنظمون أن تسهم هذه المحاضرات في نشر التوعية بين صناع القرار وقادة المجتمع وطلبة العلم والعلماء.
وفي إلقاء الضوء على أهم التحديات التي تواجه العالم اليوم ، والمتمثلة بضرورة خلق روح التسامح و التفاهم المتبادل في العلاقات بين أتباع الديانات السماوية الثلاثة أو غيرها.
علاوة على ذلك، اتفقت المؤسستان على تنفيذ مشاريع بحثية مشتركة لتقييم تأثير بادرات حوار الأديان. في كل من المملكة المتحدةقطر والهند، وبالشراكة والتعاون مع جامعة جورجتاون في قطر.
وندوة “القواسم المشتركة التي تجمعنا أقوى مما تفرقنا” للمحاضر إيان بلير، هي السادسة في هذا الإطار.
وكانت الندوة الأولى قد عقدت في العام 2012 ، في جامعة جورجتاون بدولة قطر، وكان عنوان المحاضرة : “السلطة القانون وحوار الأديان”، قدمها المحاضر: اللورد وولف، راعي مؤسسة وولف في كامبردج، المملكة المتحدة.
وفي 2013 استضافت كلية القديس إيدمونت في كامبريدج محاضرة للدكتورة عائشة المناعي نائب رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، والتي كانت بعنوان : “التحديات المعاصرة أمام عملية الحوار وتجربتي في تدريس مادة الدراسات الدينية”.
Sorry, the comment form is closed at this time.