22 مايو حوار مفتوح بين علماء المسلمين والأساقفة
نظمته جامعة جورجتاون لبحث أهمية الصلاة في حياة المؤمن.. منتدى بناء الجسور.. حوار مفتوح بين علماء المسلمين والأساقفة
أنهى المنتدى السنوي العاشر “بناء الجسور” الذي نظمته جامعة جورجتاون كلية الشؤون الدولية في قطر أعماله بعد أن جمع كوكبة من علماء الدين المسلمين والمسيحيين المعروفين دولياً، لبحث القضايا التي تحتل صميم العقيدتين. وقد تمحور النقاش حول أهمية الصلاة في الأديان السماوية وضرورة حفاظ المؤمنين على أدائها. وقد شهد المنتدى الذي دعا إليه رئيس أساقفة كانتربيري روان وليامز، بالشراكة مع كلية الشؤون الدولية بجامعة جورجتاون في قطر، عدد من كبار الشخصيات الدينية.
وقد انضم الجمهور في جلسات مفتوحة إلى العلماء لمناقشة وجهات النظر العقائدية في الصلاة وتطبيقاتها العملية.
هذا وقد أكد الدكتور مهران كامرافا، العميد المؤقت لكلية الشؤون الدولية في قطر، ان جورجتاون تؤمن إيماناً عميقاً بإشراك المجتمع المحلي، وأضاف يسرنا دعوة عدد من كبار الشخصيات التعليمية والعديد من فئات الشعب للعب دور في هذه العملية الحوارية المهمة.”
وتضمنت موضوعات المحاضرات العامة لهذا العام، التي أقيمت في قاعة احتفالات جورجتاون في المدينة التعليمية، عدة محاور، دارت جميعها حول أهمية الصلاة في حياة المؤمن، “حيث ضمت كلُّ مناقشة عالماً مسلماً وآخر مسيحياً قدما دراسات أكاديمية حول الموضوع أعقبتها جلسة أسئلة وأجوبة مع الجمهور.
وجهات النظر
وفي أول جلسة عامة هذا اليوم ناقش مايكل بليكون، الأستاذ بكلية باروخ بجامعة بناءينة نيويورك، ورضا شاه كاظمي، زميل معهد الدراسات الإسماعيلية في لندن، عبادة الصلاة، حيث بحث العالمان وجهات النظر للصلاة من خلال الكتابات الدينية على مر العصور، ومنها أعمال توماس ميرتون وابن العربي. وبعد العروض التقديمية نوّه رئيس الجلسة إلى التشابه في المصطلحات والألفاظ التي استخدمها المتحدثان المسلم والمسيحي لوصف الصلاة، وفتح الباب أما أسئلة الجمهور.
أما الجلسة العامة التالية حول “مزاولة الصلاة”، فقد شارك فيها الدكتور دين محبناء، الأستاذ بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر، وفيليب شيلدريك، زميل كلية ويستكوت هاوس التابعة لاتحاد كامبريدج لكليات اللاهوت، وناقشا خلالها أساليب الصلاة في كل ديانة وأثر الحداثة على الفهم الشعبي للصلاة، واختتما بمناقشة مع الجمهور حول سبل صلاة المسلمين والمسيحيين معاً دون الإخلال بسلامة عقيدة كل منهما الدينية.
وجمعت الجلسة العامة الأخيرة في منتدى بناء الجسور بين كينر كيه. داغلي، الأستاذ بكلية الصليب المقدس، ودانيال ماديغان (عضو جميعة يسوع)، الأستاذ بقسم اللاهوت بجامعة جورجتاون، لمناقشة موضوع “الإدراكات الحسية المتبادلة”.
الموضوعات المشتركة
كما بحث المنتدى الذي عقد على مدى 3 أيام عدداً من أهم الموضوعات المشتركة بين الإسلام والمسيحية، وهي: الكتاب المقدس، والنبوة، والصالح العام، والعدالة والحقوق، والطبيعة البشرية، والتأويل، والعلم والدين، والتراث والحداثة. ومن أهم مطبوعات بناء الجسور: العدالة والحقوق: المنظور المسيحي والإسلامي، ومد جسر أقوى: المسلمون والمسيحيون والصالح العام، وحمل الكتاب: النبوءة في المنظور الإنجيلي والقرآني.. ومن بين المشاركين الـ 35 لهذا العام: الدكتور دين محمد، الأستاذ بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر، والدكتور حمد المرواني، عضو مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، والدكتور محمد خليفة حسن، الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية بمؤسسة قطر وكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر، وهو عضو مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان.
و الجدير ذكره أن جامعة جورجتاون في قطر تستضيف منتدى بناء الجسور للمرة الثانية في الدوحة، حيث أقيمت الفعالية من قبل في قطر بدعوة كريمة من حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى.
ويذكر أن جامعة جورجتاون أصبحت شريكاً رئيسياً في سلسلة “منتديات بناء الجسور” على مدار السنوات الماضية بعد أن استضافتها في واشنطن العاصمة في 2004 و2006 و2010. وقد شارك عدد من أعضاء هيئة التدريس في جورجتاون، من بينهم الدكتور جون جيه. ديجويه، رئيس الجامعة، في هذه المبادرة وقدموا لها الدعم في إطار رؤية أوسع للدور الذي يمكن أن تلعبه جورجتاون في تشجيع الحوار في صور عدة.
وعقدت النسخة الأولى من ندوة بناء الجسور للعلماء المسلمين والمسيحيين في يناير 2002 في قصر لامبيث في لندن، في ضوء الحاجة العالمية إلى جهود مستدامة في مجال إقامة علاقات أوثق بين المسيحيين والمسلمين. ومنذ ذلك الحين وقد عقدت ندوات حول العالم في واشنطن العاصمة وسراييفو وسنغافورة وإسطنبول.
رئيس الأساقفة يدعو إلى التحاور بين الأديان وفهم الآخر.. وليامز: نطالب بالفصل بين الدين والسياسة .. والأزمات الأخيرة تحدٍ لكل الطوائف.
وشدد عدد من علماء الدين المسلمين والأساقفة على ضرورة التحاور والتعايش السلمي بين مختلف الطوائف والأديان، مؤكدين أن هناك جهوداً كبيرة تبذل في سبيل تطوير الحوار الديني بين الجانبين. مرحبين بضرورة الحوار والتواصل الدائم داعين إلى فهم الآخر.. كما أكد الدكتور روان وليامز رئيس أساقفة كانتربري أن الأزمات التي حصلت في المنطقة العربية قد شكلت تحديات كبيرة على المسلمين والمسيحيين على حد سواء، وشدد على ضرورة الفصل بين الدين والسياسة.. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي نظمته جامعة جورجتاون كلية الشؤون الدولية في قطر في ختام أعمال منتدى بناء الجسور.. وقد شهد المؤتمر كل من الدكتور دين محمد مساعد العميد للشؤون الأكاديمية في كلية الدراسات الإسلامية والشريعة في جامعة قطر، والسيد إبراهيم موغرا مولانا رئيس لجنة المساجد وشؤون المسلمين التابعة لمجلس المسلمين في بريطانيا، الرئيس المساعد لمنتدى المسلمين والمسيحيين في المملكة المتحدة، والدكتور سامي شحاتة كاهن في الكنيسة الإنجيلية، والأب جهاد يوسف كاهن في الكنيسة الكاثوليكية المارونية.. وبداية شدد رئيس الأساقفة روان وليامز على أهمية التواصل والتعايش السلمي بين الأديان، كما اثنى على فعاليات “منتدى بناء الجسور” واصفاً إياه بأنه يشجع على الحوار والتواصل بين كافة الطوائف، مشيداً بالدور الكبير الذي لعبته قطر في سبيل التقارب بين الأديان، منوها بأن مركز الدوحة لحوار الأديان هو احد أهم الجهود القطرية في هذا المجال. مؤكداً أن سمو الأمير حفظه الله ورعاه كان الداعم الأساسي لهذه المؤتمرات والمنتديات التي تدعو إلى الحوار بين الأديان والتقريب فيما بينها.. وقال: إنه بعد 3 أيام متواصلة من النقاشات المفتوحة، والاستماع إلى وجهات النظر، فقد تبين أن هناك نقاطاً مشتركة كثيرة بين الأديان.
ودعا رئيس الأساقفة إلى ضرورة فهم الآخر بطريقة أكثر عمقاً، وقال: نطمح إلى الالتقاء والتحاور الدائم. كما شكر جامعة جورجتاون على دعمها الكبير ومساهمتها بحوار الأديان الذي أصبح ضرورة ملحة في عصرنا الحالي.
الدكتور سامي شحاتة كاهن الكنيسة الإنجيلية في مصر قال: إن هناك حاجة لبذل المزيد من الجهود من قبل الكنيسة والمسجد للتقريب بين الأديان، وأكد أن المسلمين والمسيحيين يعيشون حالة من التوافق والتناغم الروحي في مصر منذ قديم الأزل، ولا يوجد فرق بين مسلم أو مسيحي فجميعهم إخوان.
أما د. محمد دين فاك دان، فقد قال: إن تحويل الحوار الإسلامي ـ المسيحي إلى ثقافة عامة، هو مشوار طويل يحتاج إلى جهود كبيرة من قبل طرفي الحوار. وقد بدأ هذا العمل في قطر من خلال إنشاء مركز الدوحة لحوار الأديان، وقد استطاع هذا المركز أن يحقق الكثير من الإنجازات في هذا المجال وأكد أن تحويل الحوار إلى ثقافة يحتاج إلى وقت وجهد كبيرين، لأن ذلك كما وصفه طريق طويل وشائك.
ومن جهته أكد السيد إبراهيم مولانا رئيس لجنة المساجد في بريطانيا أن هناك توافقاً كبيراً في الخارج بين رجال الدين المسلمين والمسيحيين، وخاصة في المملكة المتحدة حيث إن الجميع يتعاطى مع الآخر بطريقة راقية بعيدة عن العصبية، ويحاول أن يفهم الآخر ويحترمه. وشدد على أهمية التحاور بين الأديان، وقال: إن الشباب المسلم والمسيحي في بريطانيا يتعاطون معاً بطريقة ايجابية جداً. وكل منهم يحترم الآخر ويقدره.
الأب جهاد يوسف قال: إننا نعيش مع المسلمين منذ أكثر من 14 قرناً، وكنا دائماً نحرص على الحوار الديني، وأكد أنه عندما تم التحاور عن الصلاة فهذا يعتبر خطاباً دينياً، والصلاة مفروضة على الإنسان المؤمن مهما كانت ديانته، لأنها تهذب الشخص وتربطه بالخالق.
وعن الأحداث الأخيرة التي شهدتها مصر قال د. سامي شحاتة: إن المسلمين المعتدلين كانوا يدافعون عن الكنيسة، وأكد تفاؤله بالمستقبل بين الطائفتين، وقال: لقد تم تشكيل لجنة لتقصي الحقائق ومعرفة من هو المتسبب في الحادثة، وأكد أن المسلمين والمسيحيين يعيشون حالة من التوافق والتعايش السلمي منذ قديم الأزل.
(الشرق)
Sorry, the comment form is closed at this time.