17 مايو خلال منتدى بناء الجسور الذي نظمته جامعة جورجتاون.. علماء الإسلام والأساقفة يتحاورون حول أهمية الصلاة في حياة المؤمن
انطلقت أمس في جامعة جورجتاون كلية الشؤون الدولية في الدوحة أعمال المنتدى السنوي العاشر (بناء الجسور) الذي جمع كوكبة من علماء الدين المسلمين والمسيحيين كوكبة من علماء الدينين الإسلامي والمسيحي المعروفين دولياً لبحث القضايا التي تحتل صميم العقيدتين. وقد تمحور النقاش حول أهمية الصلاة في الأديان السماوية وضرورة حفاظ المؤمنين على أدائها. وقد شهد المنتدى الذي دعا إليه رئيس أساقفة كانتربيري روان وليامز، بالشراكة مع كلية الشؤون الدولية بجامعة جورجتاون في قطر، عدد من كبار الشخصيات، كما حضر الافتتاح سعادة السفير البريطاني في قطر.
هذا وقد أكد السيد مهران كامرافا، العميد المؤقت لكلية الشؤون الدولية في قطر، أن هذا المنتدى يمثل بادرة فاعلة في دعم العلاقات بين المسلمين والمسيحيين وتحرص جورجتاون على مساندتها في إطار جهودنا الرامية إلى تشجيع الحوار والتفاهم بين الأديان. ونحن، كواحدة من أهم المؤسسات الأكاديمية في المجتمع القطري النابض بالحياة متعدد الجنسيات، ندرك أهمية استمرار التعاون والحوار ونرحب بندوة بناء الجسور وعلمائها.
تطهير لقلب المؤمن
ومن جانب اخر رحبت الدكتورة عائشة المناعي عميدة كلية الشريعة بجامعة قطر برجال الدين الأجلاء من كلا الطائفتين، وأكدت أن الصلاة هي ركن أساسي عند الأديان السماوية. وهي التي تقوي العلاقة بين الله سبحانه وتعالي وبين العبد. مشيرة إلى أن الدعاء خلال الصلاة من الأمور المستحبة حيث يكون المؤمن خلالها أكثر خضوعا وخشوعا لله عز وجل. وقال د. المناعي ان الصلاة تحتاج إلى وضوء وطهارة وحركات جسدية يصاحبها الدعاء والصلاة قد تكون فردية او جماعية يؤديها المؤمن بالمسجد.
وأكدت د. المناعي أن الهدف الأسمى للصلاة يكمن في خضوع المؤمن وخشوعه لله عز وجل وهي التي تذكر المسلمين انهم من مخلوقات الله عز وجل وانم سيعودون إلى الخالق. مشيرة في ذات السياق إلى أن الصلاة هي ارتباط روحي بالخالق تبعث في نفس المؤمن الطمأنينة والهدوء والسلام إذا هي طاقة روحية ونفسية على حد سواء. وقالت ان جميع الرسل والأنبياء قد دعوا إلى الصلاة وبدونها لا يكتمل الدين الإسلامي. وبينت الدكتورة المناعي أهمية الارتباط الروحي بين الله عز وجل والمؤمن خلال الصلاة، وأكدت أن الله يسمع مناجاة المؤمن خلال الصلاة ويستجيب لها. وهي تبعث في نفس المؤمن شعورا أن كل ما يأتينا من عند الله عز وجل هو خير حتى ولو كان في مظهره يوحي بانه شر. وشددت على أهمية الدعاء خلال الصلاة موضحة انه يكون أكثر استجابة.
تلاقح الأديان
وخلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى تحدث الأسقف مايكل لويس أسقف أبرشية قبرص والخليج الذي أكد بدوره على أهمية هذا المنتدى كونه يجمع رجال دين من كلا الطائفتين وشدد على أهمية الصلاة في حياة الفرد المؤمن وقال نحن سعداء بهذا التلاقي بين رجال الدين المسيحيين والمسلمين لبحث ابرز القضايا التي تتعلق بالعقيدة. كما أشاد الأسقف بالحفاوة الكبيرة التي قوبل بها من قبل سمو الأمير حفظه الله ورعاه. كما تحدث عن التسامح الذي يسود بين الطوائف المسيحية كافة وقال لقد تجاوزنا كل الفوارق. ونحن نسعى جاهدين أيضا من اجل التلاقي بين المسلمين والمسيحيين.
تعزيز الروابط
ومن جانب اخر أوضح الدكتور إبراهيم النعيمي مدير مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان أن هذا المنتدى يؤكد طيب العلاقة بين الأساقفة ورجال الدين المسيحيين.. وقال لقد استطاعت قطر من خلال مركز الدوحة لحوار الأديان ان تكون مركزا للتلاقي بين الأديان. وان تعزز الروابط بين كافة الطوائف لتعيش في سلام ومحبة. وقال ان هذا المركز جاء نتيجة دعم قطر لحوار الأديان وكذلك المجتمع الدولي. وقال نتطلع للمزيد من التعزيز بين الأديان.
كما شدد د. النعيمي في سياق حديثه على أهمية الصلاة في حياة الفرد المؤمن وقال انها تخرج المؤمن من مكانه وزمانه لتعيده إلى زمان اخر مفعم بالروحانية والإيمان. وقال ان الصلاة تنزع عن المؤمن هويته الدنيوية وتعيده إلى هويته الروحية حيث يتجاوز المؤمن كل متطلبات الحياة اليومية ويتعلم الحكمة والصبر.
تلاحم بين الأديان
وقد اختتمت الجلسة الافتتاحية للمنتدى بكلمة لرئيس أساقفة كانتربيري روان وليامز الذي شدد في سياق حديثه على أهمية الترابط والتلاحم بين الأديان السماوية. وقال ان الصلاة هي مفتاح المؤمن وتقوي علاقة الفرد المؤمن مع ربه. وأكد أن الدوحة تقوم بجهود كبيرة في سبيل تعزيز الأديان واثنى على الدعوة الكريمة التي قدمها سمو الأمير حفظه الله ورعاه لرجال الدين لعقد هذا المنتدى. وتطرق إلى مشروع مد الجسور والدور القطري البارز الذي لعبته قطر في سبيل إنجاح المشروع.
هذا ويذكر ان جامعة جورجتاون في قطر تستضيف هذه الفعالية للمرة الثانية في الدوحة، حيث أقيم منتدى بناء الجسور سابقاً بناءً على دعوة كريمة من صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر المفدى في 2003.
ومن بين المشاركين الـ 35 لهذا العام: الدكتور دين محمد، الأستاذ بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر، والدكتور حمد المرواني، عضو مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، والدكتور محمد خليفة حسن، الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية بمؤسسة قطر وكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر وعضو مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان.
وكما في النسخ السابقة من منتدى بناء الجسور، سيستخدم العلماء المشاركون في النسخة العاشرة عدداً من النصوص التراثية الإسلامية والمسيحية كأساس للنقاش والحوار ضمن برنامج يشمل محاضرات مفتوحة وأخرى خاصة. وتشمل موضوعات المحاضرات المفتوحة لهذا العام، والمقرر عقدهم اليوم الثلاثاء في قاعة الاحتفالات بجامعة جورجتاون في المدينة التعليمية، عبادة الصلاة ومزاولة الصلاة والإدراكات الحسية المتبادلة. وستشمل كل مناقشة عالماً مسلماً وآخر مسيحياً
Sorry, the comment form is closed at this time.