30 نوفمبر مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان يزور جامعة كامبريج
في إطار اتفاقية تعاون علمي بين مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان ومعهد وولف في المملكة المتحدة، قام مؤخراً الوفد القطري بزيارة رسمية – ممثلاً مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان- إلى جامعة كامبردج، وتم خلال الزيارة تسليط الضوء على محاضرة عامة في كلية سانت إدموندز القتها الأستاذة الدكتورة عائشة يوسف المناعي، مدير مركز محمد بن حمد لإسهامات المسلمين في الحضارة في كلية الدراسات الإسلامية في جامعة حمد بن خليفة. وجاءت المحاضرة تحت عنوان “تحديات الحوار المعاصر وتجربتي في الدراسات الدينية” أمام علماء الدين والأكاديميين والطلاب.
وذكرت الأستاذة أنها بدأت من خلال تحديد نهج دولتها إلى الحوار بين الأديان على أساس مصادر دينية، وجرى التأكيد على أهمية الحوار باعتباره ضرورة وليس مجرد ترف للتعايش في عالم اليوم.
وقالت “إن هناك عقبات في حوار فعال من جميع الجهات. وشددت على أهمية دور المرأة في الحوار، وسلطت الضوء على ضعف مشاركة المرأة في الشرق الأوسط في ساحات الحوار”.
وأضافت “انها وضعت بشكل واضح مسؤولية الرجال في صنع مساحة للمرأة في جميع مجالات الحياة في مختلف ثقافات العالم. فيما شددت على أهمية فهم الرجال والنساء لبعضهما والتعرف على اختلافات كلا منهما ليس بوصفها عائقا أمام الفهم ولكن كونها أساسا للاحترام المتبادل والتكاملية.
وتحدثت المناعي عن حالة الدراسات الإسلامية في دول الغرب، والدولة الإسلامية واقترحت إدخال تحسينات عليها. وشددت على أهمية تحقيق التوازن بين الصرامة الأكاديمية مع الإخلاص للحقيقة. وضربت مثالاً على ذلك من جامعة كامبردج، حيث صدر كتاب باسم “القرآن” لمجموعة من كبار الأساتذة المتخصصين، وهذا الكتاب يعارض في طرحه البديهيات الإسلامية حول القرآن، ويتبنى روح التشكيك في أصالته وفي نقله، وكل الأحكام في هذا الكتاب قائمة على مجرد تخيلات وعلى رفض السيرة النبوية، ولو صحت أطروحاته كما قالت الأستاذة لسقط القرآن من أساسه ولسقطت السنة النبوية وبالتالي لسقط الإسلام.
وقد كان هذا الحدث حدثاً كبيراً لتوطيد العلاقات العامة بين قطر وكلية الدراسات الإسلامية ومركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، حيث حضره واشاد به السفير القطري إلى المملكة المتحدة، سعادة السيد خالد راشد المنصوري الذي تلاه ترحيب الأستاذ إبراهيم صالح النعيمي نيابة عن مركز الدوحة لحوار الأديان. وكان أيضاً حدثاً ناجحاً لخلق مساحة يمكن خلالها تطهير المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالمرأة المسلمة في العالم العربي والإسلامي.
هذا وقد أكد الأستاذ النعيمي على أهمية مثل هذه المحاضرات العامة التي ستعقد سنوياً في الدوحة وكامبردج كمنصة لعرض ومناقشة القضايا المتعلقة بالحوار بين الأديان مع علماء الدين والأكاديميين والطلاب. وأشار إلى أن المحاضرة الأولى هي حلقة من سلسلة بدأت في نوفمبر الماضي في الدوحة حيث أعطى اللورد وولف خطاباً في جامعة جورج تاون في إطار مذكرة التفاهم الموقعة بين مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان ومعهد وولف، وقد تحدث اللورد عن العلاقة بين الممارسات القانونية والحوار بين الأديان.
وقد توجت الزيارة في كلية الدراسات الإسلامية في كامبردج بمحاضرة القتها الاستاذة/ عائشة المناعي وتحدثت خلالها للطلاب مباشرة ووجهتهم وشجعتهم على ألا يحبطوا من أية عقبات وأن يستثمروا أكثر اوقاتهم في التعلم وتثقيف أنفسهم.
جدير بالذكر أن كلية الدارسات الاسلامية هي الكلية الأولى من نوعها في كامبريدج التي تهدف إلى تعليم القادة المسلمين أدوات العمل في العالم الحديث في بيئة ملهمة كبيئة كامبريدج تلقى احتراماً جيداً في المملكة المتحدة وخارجها.
ومما تجدر الاشارة اليه أن مركز الدوحة لحوار الأديان أنشأ في شهر مايو 2007 كثمرة لتوصيات مؤتمر الدوحة لحوار الأديان. وتم افتتاحه رسمياً في 14 مايو 2008 حيث يعتبر الدور الرئيس للمركز هو نشر ثقافة الحوار وقبول الآخر والتعايش السلمي بين أتباع الديانات.
Sorry, the comment form is closed at this time.