26 يونيو مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان يشارك في المؤتمر البرلماني حول حوار الأديان بمراكش
شاركت الأستاذةُ الدكتورة عائشة يوسف المناعي نائب رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان في المؤتمر البرلماني حول حوار الأديان ممثلة المركز. نظّمه الاتحادُ البرلماني الدولي وبرلمان المملكة المغربية بالتعاون مع منظمة الأديان من أجل السلام وبدعم من تحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة والرابطة المحمدية لعلماء الدين. عُقد تحت شعار العمل معًا من أجل مستقبلنا المشترك، وذلك في الفترة من 13 إلى 15 يونيو 2023 في مراكش، المغرب.
وعن أهمية تواجد مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان في هذا الحدث المتميز يقول الأستاذ الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي رئيس مجلس إدارة المركز: ((إن المركز يستحضر دوما بيان دولة قطر في الجلسة العمومية للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك عام 2016 حول ثقافة السلام، الذي ينص على أن: “دولة قطر تؤكد التزامها بدعم الجهود الرامية إلى تعزيز الحوار، وتعزيز التعاون ما بين الثقافات والأديان، وتشجيع ثقافة السلام، من أجل ضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة في المجتمع، ولشعوب العالم بأسره.” ولذلك حرص المركز على المشاركة والمساهمة العلمية، كما يحرص على التفاعل الإيجابي في الأنشطة الإقليمية والعالمية المشابهة)).
تقول الأستاذة الدكتور عائشة المناعي: “مشاركة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان كانت فرصة طيبة، إذ مثل المركزُ بهذا الحضور دولةَ قطر، وكان المركز الجهة القطرية الوحيدة التي حضرت هذا المؤتمر البرلماني المهم حول حوار الأديان. وكان المؤتمر البرلماني مناسبة جمعت المركزَ بخبراء ومختصين وباحثين من البرلمانيين والقادة الدينيّين ومراكز ومعاهد ومجالس حوار الأديان في أغلب أقطار العالم.”
سعى المؤتمر إلى خلق منصة علمية وحوارية يتبادل عبرها المشاركون التجارب الجيدة والنماذج الناجحة حول القضايا الرئيسية في مجال تعزيز التعايش المستدام وما يتصل به. كما هدف المؤتمر أيضا إلى العمل على بذل المزيد من الجهود والدراسات والأبحاث لاستكشاف القواسم المشتركة لنقاط العمل؛ بُغية بناء المزيد من مجتمعات سلمية وشاملة. كما هدف إلى تطوير خارطة طريق للعمل المشترك في المستقبل بين المعنيين: أفرادا ومنظمات وهيئات.
وهذه الأهداف تنسجم وتتوافق مع رؤية المركز وأهدافه المواكبة باستمرار لرؤية دولة قطر، ويمكن الاستفادة من تجربة المركز في هذا الصدد: صرحت الأستاذة الدكتورة عائشة المناعي بذلك في قولها : “نسعى دوما إلى نشر ثقافة الحوار وتعزيز التعايش وبناء السلام وخلق فرص التواصل. وإن إرساء السلام وترسيخه في المجتمعات وما بين الشعوب، لا يتم دون توفر البيئة والظروف والعوامل الداعمة والخطاب السياسي المعتدل. ونأمل أن تتخذ دولة قطر نموذجا ناجحا في توفير واحة الأمن والأمان حيث أصبحت مقصداً للكثيرين وأضحت قبلة لمن يتعرض للاضطهاد في وطنه، وباتت الدوحة عاصمة لنشر ثقافة السلم والعيش المشترك”.
كانت ورقة الأستاذةُ الدكتورة عائشة يوسف المناعي بعنوان: إسهامات دولة قطر في مجال حوار الأديان ونشر ثقافة التعايش وتعزيز السلام. سعت من خلالها إلى بيان ما لدولة قطر من ريادة في منطقة الشرق الأوسط في مجال التقارب والتعايش والدعوة للسلام؛ وذلك ما أكسبها مكانةً عالمية، وجعلها إحدى دول العالم الأكثر تأثيرًا في مثل هذه القضايا، وفي كل ما يهم الأمن والسلم الدوليين. وعن ذلك تقول الأستاذةُ الدكتورة عائشة: “يتجلَّى دور دولة قطر في مجال حوار الأديان وتحالف الحضارات في كون دولة قطر تسعى دائما لإيجاد وسائل متنوعة ترسِّخ من خلالها ثقافة الحوار، وتدعو للاقتراب من الآخر وفهمه. ”
شارك في المؤتمر أكاديميّون وباحثون وناشطون في مجال الحوار والتحالف والتعايش وأعضاء البرلمان والزعماء الدينيين وممثلي المجتمع المدني وغيرهم من الخبراء، وقد تنوعت لغات المتحدثين فشملت العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية والبوسنية والفارسية.
ولم تكتف الأستاذةُ الدكتورة عائشة بتسليطها الضوء على الكثير من أنشطة المركز المعززة لثقافة الحوار كجزء من مساهمات دولة قطر، ولا بتطرّقها إلى الحديث عن مبادرات المركز الحديثة في مجال تعزيز الحوار فحسب، بل نوّهت إلى أهبة المركز للحفاظ على كل ما يدعم مسيرة الحوار وفق رؤية الدولة. إذ صرحت بقولها: “إن رؤية قطر الوطنية 2030 قد جسَّدت هذه الأفكار والرُّؤى، وجعلت من ركائزها الأولى التنمية البشرية، والتي يأتي على رأسها النظام التعليمي الذي يدفع بدور فعال للأنشطة الثقافية والفكرية والبحث العلمي على المستوى الدولي. وإن المركز حريص على المضي قدما وفق هذه الرؤية.”
يذكر أن هذا المؤتمر أتى للبناء على جهود الاتحاد البرلماني الدولي لتعزيز السلام والتفاهم من خلال الحوار السياسي والتعاون والعمل البرلماني، وبمراعاة إعلان مدينة كيبيك لعام 2012 الصادر عن الاتحاد البرلماني الدولي بشأن المواطنة والهوية والتنوع اللغوي والثقافي كوسيلة لبناء الثقة داخل المجتمعات وفيما بينها وكشرط مسبق للتقدم والازدهار ونوعية حياة عالية، كما استحضر المؤتمر إعلان سانت بطرسبرغ لعام 2017 بشأن تعزيز التعددية الثقافية والسلام من خلال الحوار بين الأديان والأعراق.
هذا وعبّرت الدكتورة عائشة المناعي عن مدى سعادتها ومشاركتها في هذا المؤتمر العالمي. حيث صرحت: “سعدتُ بوجودي في هذا المؤتمر، وكانت فرصة طيبة أن التقيت بعدد من الباحثين المختصين والعلماء وأهل الفكر في هذا المجال. وكانت فرصة مهمة لتبادل الآراء. وسعيت إلى تعزيز التعاون بين المركز وبين المراكز المشابهة في العالم. وآمل أن يكون هذا الحضور وهذه المشاركة منطلقَا للمزيد من التعاون والشراكة الفاعلة بين مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان وبين الكثير من البرلمانيين الذين لهم اهتمامات بحوار الأديان وبخاصة الاتحاد الدولي للبرلمان الذي يمتلأ بهذا الفكر وهذا التوجه.”
Sorry, the comment form is closed at this time.