مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان يعقد دورة تدريبية في الأكاديمية العربية الدولية

23 يناير مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان يعقد دورة تدريبية في الأكاديمية العربية الدولية

في إطار جهوده لتعزيز ثقافة الحوار والتعايش السلمي، عقد مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان دورة تدريبية بعنوان “ثقافة حوار الأديان ودورها في تعزيز التعايش، وبناء السلام وقبول الآخر”، وذلك يوم الخميس الموافق 16 يناير 2025 في الأكاديمية العربية الدولية، فرع السد، بحضور قرابة 60 طالبًا إلى جانب أساتذتهم والمشرفين عليهم.

وفي تصريح للأستاذ الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان عن أهمية مثل هذه الدورات وفق استراتيجيات المركو ودوره قال: ” تأتي هذه الدورة في سياق جهود المركز المبذولة لتعزيز ثقافة الحوار الديني وترسيخ قيم التسامح والتعددية بين الطلاب، لا سيما في ظل عالم يتسم بالتنوع الثقافي والديني. وتهدف إلى تعريف الطلبة بالمفاهيم الأساسية للحوار بين الأديان، وتمكينهم من ممارسته بشكل فعّال في حياتهم اليومية، مما يسهم في بناء جيل قادر على التفاعل بإيجابية مع مختلف الثقافات والمعتقدات.”

قدم الدورة الدكتور سيكو مارافا توري، باحث أول في المركز، وتم تنظيمها بتنسيق الأستاذة سهير بن سالم، معلمة أفراد ومجتمعات. افتُتحت الدورة بكلمات ترحيبية من الطالب أحمد خلف باللغة العربية والطالبة سريال أحمد باللغة الإنجليزية، أعقبها كلمة توجيهية من الأستاذة دلال حموده مديرة المرحلة الثانوية، التي أكدت على أهمية الالتزام بالقيم المدرسية وتعزيز مفاهيم الاحترام المتبادل، قبول التعددية، والتسامح في حياة الطلبة.

تضمنت الدورة عددًا من الأنشطة التفاعلية التي شجعت الطلبة على المشاركة الفعالة، حيث تم تقسيمهم إلى مجموعات، وناقشوا عدة محاور رئيسية منها أسس الحوار الديني، القواسم المشتركة بين الأديان، ومفهوم التعددية والتعايش السلمي. كما تم استخدام أساليب تعليمية حديثة مثل العصف الذهني، النقاش المفتوح، والتعليم التعاوني لضمان تحقيق أقصى استفادة من الدورة.

وأكد مقدم الدورة خلال الجلسات على أهمية الحوار كوسيلة لتعزيز التفاهم المشترك وبناء السلام، مشيرًا إلى ضرورة تأصيل ثقافة الحوار لدى الأجيال الناشئة لضمان مستقبل قائم على الاحترام والتسامح.

يأتي هذا البرنامج في سياق الأنشطة المستمرة التي ينفذها مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان بهدف تعزيز الوعي بالحوار بين الأديان والثقافات المختلفة، والمساهمة في بناء مجتمع أكثر انسجامًا وتفاهمًا. يذكر أن مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان عقد في شهر يناير من السنة الماضية دورتين تدريبيتين لطلاب المدارس الحكومية بدولة قطر، بعنوان: “تأهيل المحاور المتميز” بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، وذلك في إطار تعزيز قيمة الحوار، وفي سبيل ترسيخ الوعي لدى الأجيال القادمة بأهميته وحقيقته، وتنمية أدواته. حيث عُقدت الدورة الأولى بمدرسة آمنة بنت وهب وحضرها تسع وثلاثون (39) طالبة، تم اختيارهن من ثلاث عشرة مدرسة حكومية. وعُقدت الدورة الثانية بمدرسة عمر بن الخطاب، وشارك فيها تسعة وثلاثون (39) طالبا كذلك.

يُذكر أنه شارك في هذه الدورة ما لا يقل عن ثلاثة عشر منسقا وثلاث عشرة منسقة، ومشرفون من المدارس المستضيفة، ومشرفة من إدارة التوجيه التربوي بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي بالإضافة إلى الجهة القائمة على تنظيم الدورة من مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان.

ومن أهم نتائج الدورات ومخرجاتها التعليمية الإسهام في تعزيز وعي الطلبة بالمفاهيم الأساسية للحوار الديني، مثل التعددية، التعايش، والاختلاف البناء، مما يساعدهم على فهم أعمق للعلاقات بين الأفراد والمجتمعات ذات الخلفيات الدينية المختلفة. ومنها إكساب المشاركين القدرة على التمييز بين حوار الأديان والمفاهيم القريبة منه بشكل مبسط يناسب مرحلتهم العمرية.

إلى جانب ذلك، ساعدت الدورة في تنمية مهارات التواصل والحوار الفعّال، حيث تم تشجيع الطلبة على تبادل الآراء بشكل منظم، والاستماع لوجهات نظر مختلفة، وهو ما يسهم في تعزيز الثقة بالنفس واحترام آراء الآخرين. كما عززت الدورة ثقافة التفاهم المشترك والتسامح، حيث تعلّم الطلبة كيفية إيجاد القواسم المشتركة بين الأديان والتعامل مع التنوع بروح إيجابية وبناءة.

علاوة على ذلك، حرصت الدورة على ترسيخ قيم الاحترام المتبادل وتقبل الآخر، الأمر الذي ينعكس إيجابيًا على البيئة التعليمية، حيث يصبح الطلاب أكثر قدرة على التعامل مع الاختلافات الثقافية والدينية بفهم وانفتاح. كل هذه المخرجات تسهم في بناء أجيال قادرة على التفاعل بوعي ومسؤولية مع المجتمع المتعدد الثقافات، وتعزز أسس السلام والتعايش المشترك.
هذا وقد أكد سعادة الدكتور إبراهيم النعيمي على أهمية هذه الدورة التدريبية التي نظمها مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان في الأكاديمية العربية الدولية، مشيرًا إلى مدى أهمية مثل هذه الفعاليات في ترسيخ ثقافة الحوار وتعزيز قيم التعايش والتسامح بين الأجيال الناشئة.

وقال سعادته: “إن تعزيز وعي الشباب بمفاهيم الحوار والتعددية والاحترام المتبادل هو ركيزة أساسية لبناء مجتمعات أكثر انسجامًا وتفاهمًا. هذه الدورة تمثل نموذجًا عمليًا لما نسعى إليه في جهودنا لتعزيز ثقافة الحوار، حيث توفر للطلاب بيئة تفاعلية تعزز لديهم القدرة على التواصل والتفكير النقدي، بما يسهم في إعدادهم ليكونوا قادة فاعلين في مجتمعاتهم.” وأشاد بالدور الذي تقوم به المؤسسات التعليمية في دعم مثل هذه المبادرات، مشيرًا إلى أن التربية على الحوار مسؤولية جماعية تتطلب تكاتف الجهود بين مختلف الجهات الفاعلة لضمان مستقبل أكثر تسامحًا وانفتاحًا.

كما شكر سعادته إدارة الأكاديمية العربية الدولية على مبادرتهم القيمة في تنظيم هذه الدورة، مؤكدًا أن المركز على أهبة الاستعداد للتجاوب مع جميع المؤسسات التعليمية الراغبة في التعاون معه في كل ما يقع ضمن نطاق مسؤوليته وتحقيق أهدافه في نشر ثقافة الحوار وتعزيز التفاهم المشترك بين الأديان والمجتمعات.

بدون تعليقات

Sorry, the comment form is closed at this time.