09 ديسمبر مشاركة سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان في حلقة نقاشية بمنتدى “القيم والأسرة في عالم متغير”
في ضوء حرص مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان على التواجد في الفعاليات والمؤتمرات والندوات المحلية والدولية التي ترتبط بمجال عمله، وتسهم في تعزيز رسالته في نشر ثقافة الحوار؛ شارك سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان في منتدى “القيم والأسرة في عالم متغير”، والذي يُعقد في مبنى منارتين بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة خلال يومي (6، 7 ديسمبر 2023)، وينظمه معهد الدوحة الدولي للأسرة بالتعاون مع كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة، وذلك بمشاركة نخبة من المفكرين والباحثين، ومؤسسات المجتمع المدني للتلاقي وتبادل الآراء حول الوضع الحالي للثابت والمتغير في قيم الأسرة.
وفي تصريح لسعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي حول أهمية مشاركته في هذا المنتدى، قال: “لقد سعدت بالدعوة الموجهة إليَّ من معهد الدوحة الدولي للأسرة للمشاركة في هذا المنتدى (القيم والأسرة في عالم متغير)، وأُثني على طرح مثل هذا الموضوع في هذا الوقت، وأيضًا بمثل هذا التركيز واختيار محاور النقاش؛ فكلنا يرى التحديات المتلاحقة التي تواجه الأسرة في عالمنا المعاصر ومتغيراته، بما يؤثر على المنظومة الأسرية وتماسكها سواء القيمي أو حتى الهوية الأسرية نفسها؛ وهذا أدعى لنا كمؤسسات ثقافية وأكاديمية أن نبحث بجدية واهتمام في سُبل الحفاظ على تماسك المنظومة القيمية للأسرية لأنه السبيل الأول للحفاظ على المجتمعات والأوطان”.
وأضاف: “إن موضوع المنتدى يلتقي بشكل مباشر مع موضوع المؤتمر القادم الذي سيعقده المركز في منتصف العام القادم 2024، مؤتمر الدوحة الخامس عشر لحوار الأديان، والذي يحمل عنوان (الأديان وتربية النشء في ظل المتغيرات الأسرية المعاصرة)، وهو مؤتمر دولي حاشد يُتوقع أن يشارك فيه عدد كبير من علماء الدين، والباحثين وممثلين عن المؤسسات الدينية والحوارية والحقوقية من مختلف دول العالم.
هذا وقد جاءت مشاركة الدكتور النعيمي في المنتدى في الحلقة النقاشية الثانية التي هي بعنوان “الأسرة، القيم، معايير الثابت والمتغير في الدراسات الشرعية والاجتماعية”؛ وارتكزت مداخلات سعادته النقاشية على محورين هما: كيف يمكن لحوار الأديان أن يساهم في تعزيز التفاهم والوئام داخل الأسرة وبين الحضارات؟ وتأثير العولمة في المحافظة على القيم الأسرية أو تغيّرها.
وتطرق سعادته في حديثه خلال الحلقة النقاشية إلى عدة نقاط مهمة بدأها ببيانٍ وشرح لمحددات القيم الأسرية التي تتشابه تشابهًا كبيرًا في الأديان السماوية، في قيمها ومبادئها، باعتبارها النواة الصلبة المشكِّلة للمجتمع، وعنوان تماسكه وقوته أو ضعفه، مشيرًا إلى أن عالم اليوم أغلب مجتمعاته أصبحت مجتمعات تعددية تتنوع فيها الثقافات والأديان؛ وذلك يفرض علينا الاستفادة من حوار الأديان لتعزيز القيم الأسرية.
ثم استعرض الدكتور النعيمي طبيعة المنظومة الأسرية وقيمها الثابتة التي تأسست عليها في الأديان السماوية.
واختتم حديثه بتوضيحٍ لمدى تأثير العولمة والحداثة على منظومة القيم الأسرية، وذلك من خلال البحث في التغيرات التي طرأت على كيان وهُوية الأسرة، وانعكاس ذلك على الأسرة ومنظومتها القيمية وعلى أفرادها وعلى المجتمع، مبينا أن هذه التغيرات كثيرة، وأهمها (التغيرات الفكرية) وهي ما ارتكز عليه حديثه، مشيرا إلى بعض التغيرات الأخرى التي أحدثتها العولمة وأثرت في منظومة القيم الأسرية ، ومنها: التغيرات التكنولوجية والانفتاح المعرفي في عصر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، واتساع دائرة الهجرة واللجوء وما يُحدثه ذلك من آثارٍ ثقافية وقيمية على الفرد والأسرة، الآثار الاقتصادية على الدول النامية، جعلت أفرادها في انشغال دائم حول تحسين ظروفهم الاقتصادية بوسائلَ شتى، وكل ذلك كان له آثاره على الأسرة وكيانها وثبات قيمها.
هذا وقد شارك في الحلقة النقاشية ذاتها الدكتورة شريفة نعمان العمادي المدير التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة، والدكتور رجب شنتورك، عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة، والدكتور علي السند، أستاذ مساعد في قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية الأساسية الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، دولة الكويت، كما وأدارها الدكتور مصطفى عثمان الأمين إسماعيل، أستاذ في الإسلام والشؤون الدولية بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة.
Sorry, the comment form is closed at this time.