11 فبراير مشاركون بمنتدى الشباب العالمي للحوار بين الأديان والثقافات بالدوحة: إشراكنا في تعزيز قيم الحوار يقيم جسورا للتواصل ومعرفة الآخر
أكد مشاركون في “منتدى الشباب العالمي للحوار بين الأديان والثقافات – قطر 2023″، الذي انطلقت فعالياته في الدوحة اليوم، الأهمية المتزايدة لإشراك الشباب في تعزيز قيم الحوار بين مختلف الشعوب والثقافات، لاسيما بين الأديان، باعتبار هذا النهج إحدى الآليات الفعالة لإقامة جسور التواصل بين المجتمعات ومعرفة الآخر وترسيخ ثقافة الاحترام المتبادل .
ورأوا أن المنتدى وغيره من الأنشطة والفعاليات الدولية المكرسة للتفاعل وزيادة التواصل بين الأديان، هي حافز مهم لتأهيل جيل جديد من الشباب مؤمن ومتشبع بثقافة الحوار والتعايش السلمي مع الآخر، خصوصا في ظل ما يشهده العالم من تحديات عديدة تُهدِّد السلام والعيش المشترك، وتنام لمظاهر التعصب والكراهية وانتشار الصراعات العنيفة والتطرُّف.
ولفت المشاركون إلى أن المنتدى الذي يستعرض على مدى أربعة أيام، قضايا ومحاور هي في صميم هذا التوجه، سيوفر مظلة تتيح على نحو أخص تعزيز إشراك هذه الشريحة والاستفادة من تجاربها وخبراتها وتبادل الأفكار والمبادرات سيكون له صدى وسيقود إلى فهم أفضل للآخر ووضع الحلول والتصورات لجملة التحديات التي تواجه المجتمعات المعاصرة، ومنها الشباب أنفسهم.
وشددوا كذلك على الأثر العميق للمنتدى في إبراز هموم الجيل الجديد وإحداث الأثر المرغوب في أوساط هذه الشريحة خاصة على صعيد التعارف وقبول الآخر كما هو، الأمر الذي يقود بالضرورة إلى تكريس ثقافة الحوار والتعايش السلمي بين أتباع الديانات والحضارات لإرساء دعائم السلام العالمي، ومكافحة التمييز على أساس الدين أو المُعتقَد.
وفي هذا السياق، قال إدوارد رو المدير التنفيذي لمؤسسة ستيرلينغ بالولايات المتحدة في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، “هذا المنتدى الشبابي متميز للغاية، فهو يجمع نخبة من الشباب العالمي الناشط في مجال الحوار.. ويأتي ذلك ودولة قطر تعيش فرحة النجاح بتنظيم أفضل نسخة من كأس العالم”.
وأكد أن تحقيق مبدأ النزاهة في هذه البطولة كان واحدا من العوامل التي ساهمت في هذا النجاح.. والبناء على القيم العالمية المشتركة، مشيدا بالدور المهم الذي لعبته قطر ومازالت تلعبه في الحوار بين الأديان باعتباره “يمثل أفضل مثال من نواح كثيرة”.
واستطرد بقوله: “أهنئ دولة قطر وشعبها على هذا النجاح.. لقد أظهروا نزاهة في هذه البطولة تمثلت في قدرتهم على التمسك بمنظومتهم القيمية والدينية والأخلاقية بالرغم من الضغوط التي مورست لإجبارهم على تغيير هذه المنظومة.. لقد واجهوا تلك التحديات باقتدار ونجحوا في استقبال العالم بكل تقدير واحترام للتنوع الثقافي والديني، مع الحفاظ على قناعاتهم وهويتهم وثقافتهم ومنظومتهم القيمية”.
واعتبر السيد “رو” أن العالم المتغير الذي تعيش فيه البشرية حاليا، يتطلب تحقيق استقرار داخلي قوامه التمسك بقناعاتنا دون إقصاء الآخر بل القبول به والتفاعل معه واحترام الاختلاف، وأن نكون صادقين مع أنفسنا ومع الآخرين “فمن المهم في هذا الوقت، أن نكون قادرين على جمع هذه الحشود من مختلف الأجناس والديانات لكي يتحدوا لتحقيق أغراض مهمة من شأنها أن تساعد البشرية إزاء كل التحديات والمآسي التي تحدث والتغيرات والتأثيرات العديدة”.
وقال إن مؤسسة ستيرلينغ تشارك في دعم العديد من البرامج المختلفة حول العالم، بما في ذلك تلك التي تركز على الشباب وعلى الحوار بين الأديان “بغية جمع المؤثرين منهم في مكان نعلم أنه ملتزم بالحوار بين الأديان. ونأمل نتيجة لذلك، أن يعودوا إلى مجتمعاتهم ويكونوا قادرين على إحداث تأثير إيجابي”.
من جهتها، قالت السيدة لولا ماتموسايفا عضو مجلس أمناء مؤسسة كلمة سواء بين الشباب /أكواي/، في تصريح مماثل لـ /قنا/، إن الوجوه الشبابية التي تشارك في النسخة الحالية من المنتدى تم اختيارها من بين أكثر من 1300 متقدم، ولرؤيتها الواضحة تجاه السلام العالمي وإثراء الحوار وعدم التمييز في مجتمعاتها.
ودعت زملاءها الشباب للبناء على هذا النهج والحفاظ على الحيوية والنشاط طيلة جلسات المنتدى والمشاركة الفاعلة فيه لتحقيق أقصى استفادة من جلساته، بما يمهد لبناء علاقات طويلة الأمد ومشاركة الجميع تجاربهم وقصص نجاحهم للتغلب على التحديات العالمية والقضايا المعقدة التي يفرض الواقع التعامل معها.
وقالت إن /أكواي/، المشاركة في تنظيم المنتدى ومقرها بريطانيا، هي حركة شبابية عالمية تجمع الشباب من العديد من الخلفيات لزيادة فهمهم للثقافات والأديان المختلفة، وتعزيز السلام والتعايش على المستوى العالمي.
يشار إلى أن “منتدى الشباب العالمي للحوار بين الأديان والثقافات – قطر 2023″، يعقد تحت شعار “الشباب وبناء السلام: حوار الأديان من النظرية إلى التطبيق”، وينظمه مركز الدوحة الدولي للحوار بين الأديان، ومؤسسة كلمة سواء بين الشباب /أكواي/ العالمية. وتشارك فيه نخبة من الشباب الناشطين في العمل الحقوقي والخدمة المدنية التطوعية، يزيد عددهم على (60) شابا وشابة من (42) دولة، بالإضافة إلى 20 مشاركا ومشاركة من دولة قطر.
ويتضمن جدول أعمال المنتدى المنعقد على مدى 4 أيام، عددا من المحاور أبرزها /السلام من خلال التفاهم والتواصل بين الأديان/، و/من التنوع إلى التعددية.. منهج الإسلام في معرفة الآخر/، و/فهم مكانة الدين في حياة الشباب في ضوء المتغيرات المعاصرة/، والعمل الشبابي والتعاون والمواطنة العالمية.. اكتشاف وتبادل الأفكار والخبرات والمبادرات لتعزيز التفاهم بين الأديان والثقافات، وغيرها من المحاور.
وكان الإعلامي القطري محمد سعدون الكواري، أكد في عرض تقديمي خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى، أهمية الرياضة في إثراء قيم الحوار باعتبارها تواصلا والتقاء أكثر من كونها مجرد تنافس على فوز وانتماء.
وإضافة إلى ذلك شهدت الجلسة الافتتاحية للمنتدى، مداخلات لمشاركين من مؤسسات شبابية عالمية، تناولت الأهمية البالغة لهذا المحفل الشبابي العالمي الذي يأتي في وقت يعاني فيه الشباب من جملة من التحديات إلى جانب ما تواجهه المجتمعات المعاصرة من أزمات تفرض استغلال الطاقات الشابة للاضطلاع بدورها في مواجهة هذه الأزمات والمساهمة في تحقيق السلام والاستقرار مع ما يتطلبه ذلك من القدرة على استيعاب التنوع والتعدد الديني والثقافي على المستوى العالمي.
Sorry, the comment form is closed at this time.