20 مايو من باريس: قطر أرست ثقافة تحالف الثقافات والحضارات بالعالم
نظم مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، بالتعاون مع المؤتمر العالمي للأديان من أجل السلام بفرنسا الأحد الماضي، مؤتمرا حول الحوار بين الأديان، تحت عنوان “العيش معاً في القرن الحادي والعشرين: كيف يمكن للمؤمنين المساهمة في إحلال السلام في الأرض المقدسة؟”. وذلك بحضور سعادة الدكتور إبراهيم النعيمي رئيس مركز الدوحة لحوار الأديان، والدكتور غالب بن شيخ رئيس المؤتمر العالمي للأديان من أجل السلام، والأب ميشيل لولونج، والسيناتورة حليمة تييري بومديين، عضو مجلس الشيوخ الفرنسي، والوزيرة ناتالي كوسيسكو موريزيه، المكلفة بشؤون تنمية الاقتصاد الرقمي، والمفكر الفرنسي باسكال بونيفاس مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية، والسيد هيرفيه دو شاريت، وزير الخارجية الفرنسي الأسبق، رئيس مجلس الإدارة في الغرفة التجارية العربية الفرنسية، والسيدة بريجيت شوفالييه، ممثلة المؤتمر العالمي للأديان من أجل السلام لدى اليونسكو، والوزيرة السابقة السيدة نيكول غايدج، والسيد محمد موسوي رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، إضافة إلى الدكتور يوسف الصديقي والدكتور حسن عبد الرحيم السيد، من مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، وعدد من السياسيين والأكاديميين والمفكرين والإعلاميين.
وبهذه المناسبة، أقام سعادة سفير دولة قطر لدى فرنسا السيد محمد جهام الكواري، حفل استقبال في مقر السفارة في باريس، حضره إلى جانب مختلف الرموز المشاركة في المؤتمر، سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الثقافة والفنون والتراث. حيث أعرب السفير الكواري في كلمة ألقاها بالمناسبة عن وجهة النظر القطرية التي تعتبر أن الحوار بين الأديان يؤسس اليوم لأحد رهانات السلام المركزية على المستوى الدولي، وإن عددا من التوترات والشروخ الاقتصادية والاجتماعية، التي أدت إلى اضطراب في التوازنات العالمية خلال العقود الأخيرة، لا تزال قائمة.
وقال: إن من واجبنا اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، أن نعمل على إنجاح سبل التعاون وتخفيض المواجهة، لأن “الاستنكار دون فهم يمثل مصدرا للشرور”، كما كان يقول برنانوس، إذ في موازاة تعددية ثقافية لا متناهية، يوجد على المستوى الدولي حضارة تقوم على القيم المشتركة، قيم التسامح والحرية. وفق هذا المعنى، شدد الكواري في كلمته على أن الرد الوحيد على صدام الجهالات يتمثل اليوم بتعزيز وتوفير تبادل دائم بين السلطات الأخلاقية والدينية، تبادل يستند إلى أهداف مشتركة وإلى خارطة طريقة شفافة.
وأشار الكواري إلى أن قطر قامت بمبادرة حاسمة في هذا الصدد، مع افتتاح مركز الحوار بين الأديان في الدوحة، الذي يستقبل منذ الآن المؤتمر السنوي للأديان.
وأضاف: إن الأسرة الدولية باتت تمتلك اليوم فضاء مخصصا للتبادل في كل ما يتعلق بالمسائل الدينية، وهذا المركز معنى باستقبال المؤمنين، على اختلاف توجهاتهم، ومعني بالتطرق للمسائل بصراحة وبعقل متفتح وبروحية من التسامح.
وقد عبر الكواري عن اعتقاده بأن الخطو وفق هذا المعنى يذهب في الإتجاه الصحيح، وذلك من أجل فهم متبادل أفضل، بين مختلف التيارات. واعتبر أن على مسلمي أوروبا الانخراط والالتزام بالمسائل الاجتماعية والمواطنية. ووجه تحية كل المبادرات بهذا الاتجاه، التي يرى فيها مساهمة قوية من جانب مسلمي أوروبا من أجل العيش المشترك.
وأضاف أن مسلمي أوروبا، الواثقين من قناعاتهم والذين يعتمدون خطابا نقديا صريحا ودقيقا، قادرون على الدخول في حوار بناء مع مواطنيهم.
وقال: إننا كمسلمين متمسكون بقوة وعمق بحقوق الإنسان وبكل المبادئ والشرائع التي تضمن الحريات الأساسية. وخلص إلى أن التزام الجميع بالعمل على تنفيذ هذا الأمر، يمثل بالنسبة، سبيلا للمصالحة بين المجتمعات الغربية ومبادئها.
وعن نتائج هذا المؤتمر أعرب سعادة الدكتور إبراهيم النعيمي رئيس مركز الدوحة لحوار الأديان في حديث خاص ل الراية ، عن امتنانه الكبير للمستوى الاستثنائي للحضور والمشاركة، والتجاوب مع الرسالة التي أتت بها قطر باتجاه الحوار والسلام والانفتاح على الآخر.
وقال، لقد تأكد لنا من خلال مختلف محاور النقاش أن هذه الرغبة في الحوار هي مشتركة بيننا وبين مختلف رموز الفكر والثقافة في فرنسا. بل أننا وجدنا مفاجأة كبيرة بأن مستوى معرفتهم بملفات المنطقة وتعاطفهم مع قضايانا على درجة من الدلالة. حيث تبين لنا أن المثقفين الفرنسيين يملكون رؤية واضحة لأزمة الشرق الأوسط وإشكالياتها المعقدة، ولهم تصور واضح وموضوعي لما يحدث في فلسطين. كما أنهم على يقين بأن ما الوجود الإسرائيلي في فلسطين عبارة عن احتلال واضح، وأنه قهر وظلم للشعب الفلسطيني في الأراضي المقدسة. كما أن للفرنسيين من جميع الطوائف سواء كانوا مسلمين أم مسيحيين أم من اليهود تصورا على ضرورة أن تكون القدس مدينة دولية، وضرورة المحافظة عليها، وصون إرثها الحضاري والمعماري، بحيث يجب ألا تمس، وألا يتم التدخل في هندستها لا بالهدم ولا بالإضافة.
لقد أثرت المناقشات التي شهدها المؤتمر العديد من الأفكار التي تبحث عن مخارج عادلة للأزمة، فمنهم من يرى ضرورة إجلاء الإسرائيليين عن الأراضي المقدسة، أو عودة أهل البلد من المهاجرين لأراضيهم وديارهم، أو.. وهم في هذا السياق يتكلمون بحرقة وبقوة.. على النحو الذي يصعد معه الحديث لأم القلب، وقد تأكد لنا أن معرفة الناس بالحقائق تؤسس لأول خطوة تجاه الحلول الحقيقية.
ووفق هذا المعنى كانت إحدى أهم نتائج هذا المؤتمر بالنسبة لنا كمركز عالمي لحوار الأديان، إحساسنا بضرورة تعميق مثل هذه الشراكات المثمرة مع الفضاء الفكري الفرنسي. وأهمية التواصل مع مفكري البلد، والتعاون معهم بشكل أوثق وأوسع، سواء في سياق المؤتمرات أو الندوات أو المشاريع الفكرية المشتركة. وذلك من أجل البحث بشكل مشترك، واليد في اليد، مع هذه القوى المعنية عن حلول ناجعة وعادلة لما يعصف بالمنطقة اليوم. وذلك من أجل إرساء دعائم السلام الدائم والعادل، وبالتالي إمكانية التعايش المشترك على المدى الطويل. لأن ما يحدث منذ ستين سنة من احتلال وظلم على الشعب الفلسطيني لابد أن ينتهي، ونحن قد سعدنا كثيرا بهذا اللقاء، حيث توضح لنا أن وجهة النظر هذه ليست فقط عند المسلمين بل هي وجهة نظر كل المثقفين الأحرار في العالم.
وأضاف النعيمي: إن مثل هذه اللقاءات وفرص الحوار التي تمت، قادرة على بلورة ما يدور في خلد الكثير من الناس، أو في تصور الكثير من المؤسسات المعنية بمساعدة المظلومين والمقهورين. لأن الصدام ليس وحده المطروح على الساحة، بل ثمة العديد من المبادرات والمحاولات الذاهبة باتجاه مخارج تستند بالأحرى للحوار والسلام. ففي القدس وحدها يوجد أكثر من 13 جمعية للحوار كما ذكر أحد المشاركين، ما يعني أن ثمة حاجة، وضرورة لإيجاد حل واضح، ووضع محدد للشعب الفلسطيني في القدس والمناطق المحتلة عبر الحوار والتفاهم وإحقاق الحق. وأنا هنا مليء الإعجاب بجرأة وثقة الطرح الفرنسي بهذا الشأن، الذي لا يتردد في الإلحاح على ضرورة إيجاد مخرج عادل للوضع الفلسطيني كأرضية أساسية لأي حل ممكن. ولعل بين المثقفين العرب من يتردد في التصريح وفق هذه القوة والجرأة والوضوح، بمثل هذا التنديد بشأن الظلم الإسرائيلي الواقع على الشعب الفلسطيني. وهو الطرح المبني على دراية ووعي ودراسة، وعلى مستوى عالٍ من الموضوعية والمهنية.
وأعرب الدكتور النعيمي في هذا السياق عن أن رسالة قطر التي يعبر عنها المركز، هي بوضوح ضرورة البحث عن سبل التعايش بسلام. إلا أن هذا التعايش السلمي لا يمكن أن يتم دون قبول الآخر وفهمه وفهم قضاياه وعذاباته، بحيث يؤسس البحث عن المخارج العادلة للأزمات التي تعصف بالشعب الفلسطيني، للباب الذي يبدأ معه الحوار الحقيقي. وفق هذا المعنى فإن مثل هذه الندوات، حيث يساهم علماء ومفكرون وأصحاب تجارب في هذا المضمار من الأديان الثلاثة، في فتح باب النقاش حول القضايا المهمة، وعلى رأسها قضايا الحوار من أجل السلام، تؤسس إلى حراك يصب في صلب أهدافنا، ولما نبحث عنه. وإلى ما أرشدنا إليه حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، وسمو ولي العهد.
فإن سمو الأمير هو قائدنا، كما يواصل الدكتور إبراهيم النعيمي ل الراية ، ومنه نستمد خطواتنا في هذا الاتجاه. فإن مركز الدوحة لحوار الأديان قد تأسس بمبادرة منه، وبدعمه المباشر قد احتضنت الدوحة حتى الآن (6) مؤتمرات عالمية لحوار الأديان، ونحن في هذه الآونة نستعد لتنظيم الدورة السابعة لهذا المؤتمر. لذلك نحن نسعى لأن نعزز هذه العلاقات مع رموز هذا الحوار في العالم، وأن نقويها عبر شراكات دائمة، قائمة على الاعتراف بالأخر والحوار معه، واحترام وجهة نظره. ولكن دون أن ننسى أن ثمة مشاكل تمسنا كعرب وكمسلمين، تحتاج أن نبحث، من خلال المركز، عن مخارج لها حتى نتمكن من العيش في سلام مع بقية البشرية.
ومن جانبه اعتبر الدكتور حسن عبد العزيز السيد عضو مجلس إدارة مركز الدوحة لحوار الأديان، وعميد كلية القانون بجامعة قطر، أن هذا المؤتمر يمثل بادرة تعتز بها دولة قطر، ومركز الدوحة الدولي لحوار الأديان. وذلك لحرص قطر على إقامة مثل هذه الندوات المكرسة للسعي باتجاه السلم والتحاور السلمي، وإتاحة الفرصة لأتباع الديانات المختلفة للنقاش، وطرح الأفكار القادرة على نجدة الإنسانية. والمؤتمر بمحاوره المتعددة ومتحدثيه من مختلف الديانات والتوجهات، كان قد تمكن بالفعل من بلورة هدف أساسي واحد مشترك؛ والذي هو أن الإنسانية هي فوق جميع الخلافات، وأن مستقبل الأرض هي للبشرية بأسرها.
وفي هذا السياق اعتبر الدكتور حسن عبد العزيز، أن استقطاب المؤتمر لمثل هذا العدد الهائل من الحضور، ينهض كدليل كبير على أن ثمة الكثيرين من مفكري البلد ممن يؤمنون بمثل هذا التوجه، الذي ينحو إلى الجلوس مع الآخر، والاستماع إليه، ثم الاتفاق على التعايش السلمي مع بعض. بالقياس إلى كل هذا، وإذا ما بحثنا على أن نلخص المؤتمر في كلمة ستكون بكل تأكيد، إذا الأخوة، أي القدرة على التعايش السلمي مع بعض.
وحول تركيز المؤتمر على إدانة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قمع وإضطهاد تحدث الأب بيير لولونج مؤكدا ل الراية ، أن بداية الحل للأزمة لا بد ان تكون بالأعتراف بحق الشعب الفلسطيني في الحياة الحرة الكريمة، وبالتالي فأنا أدين هنا إسرائيل ومن يساندها في عدوانها، ونحن نرى كيف تقتل القنابل في قطاع غزة أطفالاً أبرياء.
على ان الحوار وفق ما نسعى إليه هنا قد يؤسس للمقدمة الضرورية لبداية الحل لإشكاليات المنطقة. وأنا كرجل دين أؤمن كثيرا بالحوار. وأعتقد أن فهم الآخر سينزع فتيل الصدام وهذا صالح لجميع الملفات. فإذا أخذنا ملف الحوار الإسلامي المسيحي الذي أعتني به كثيرا، إن هذا الحوار ليس ممكنا فقط، بل هو متحقق وعلى درجة من الجدية والجهد، وذلك باتجاه التقارب المرجو والضروري بين الديانتين وأتباعهما في شتى أنحاء العالم. والحقيقة أن الحوار القديم والمستمر بين رموز الديانتين ظل غير معروف للجمهور الواسع، لأن الصحافة سواء العربية منها أم الصحافة في الغرب، استمرت تضرب عن عمد، أو غير عمد، جدارا من الصمت حوله. هذا إذا لم تتحدث – مع الأسف – عن القطيعة والصدام وتزوير الواقع المعاش.
ومن طرفي كرجل دين مسيحي، ومهتم بتقريب الشقة بين العقيدتين، قد باشرت هذا الحوار منذ أكثر من أربعين عاما، وبتوجيه من البابا في الفاتيكان نفسه، وذلك عبر شبكة واسعة من العلاقات الحقيقية والمعنية والمؤسسات الهادفة لتفعيل آليات الحوار واللقاء والتشاور والتباحث بين مختلف الأطراف. وباعتباري قد واكبت هذا الجهد منذ بداياته المتواضعة أستطيع أن أؤكد اليوم بأن الحوار قد شهد، وخاصة في الفترة الأخيرة، تطورا ملحوظا.
فمنذ عام 1964، وهي الفترة التي عرفت بالفترة الاستعمارية في المناطق العربية وخاصة التي شهدت الاستعمار الفرنسي للمغرب العربي.. قد توافق أن اتخذت الكنيسة الكاثوليكية في الفاتيكان في نفس الوقت، القرار بأنه يجب على الكاثوليك أن يفهموا وأن يحترموا معتقدات المسلمين. فرغم وجود بعض الاختلافات في العقيدة كما نعرف، ولكن هناك الكثير من الاتفاق بين ما يدعو له الإسلام وما تدعو له المسيحية، وهناك الكثير مما هو مشترك بين الديانتين. منها التوحيد والإيمان بإله واحد، والإيمان بالخلق، أي أن الإنسان مخلوق من عند الله. وبالبعث، أي أننا جميعا إليه راجعون.
وقد تلي ذلك اعتراف مشابه من بقية الطوائف المسيحية الأرثوذكسية والبروتستانتية حيث أصدرت بدورها قرارا في جنيف يدعو لنفس المبادىء، أي احترام اعتقاد المسلمين والسعي لفهمه والتشديد على ما يجمع بين المسيحية وبين الإسلام. وقد أتاح لي هذا القرار بالذات فرصة نوعية للعمل مع مختلف رموز الدين المسيحي من الكاثوليك والبروتستانت والأرثوذكس للعمل بهذا الاتجاه.
وقد طلب البابا عام 1975 أن يتم تشكيل فريق للبحث تكون من مهمته تعميق البحث والدراسة لفهم الدين الإسلامي والسعي للتحاور والتشاور مع الرموز الإسلامية بهدف الوصول إلى معرفة حقيقية وموضوعية بالإسلام، صار يشترطها الإيمان المسيحي نفسه بحكم قرار الكنيسة الكاثوليكية نفسها. وقد قمت في باريس بناء على توجيه من البابا، بتشكيل أول مجموعة للبحث والحوار مع المسلمين وهي التي قادت إلى خلق نشاط الحوار الواسع الذي شمل الكثير من المحطات في مختلف أنحاء العالم.
وكنا نتوقف بصورة خاصة أمام حجم التوافق الكبير بين الرسالتين، فيما يتعلق بالقيم الروحانية الكبرى التي شددت عليها رسالة محمد وتعاليم المسيح. وذلك رغم الخلافات “الجوهرية” التي قد تباعد بين الديانتين. غير أننا كنا نتطرق أيضا في هذه اللقاءات إلى الإشكاليات السياسية التي تلعب في كثير من الأحيان دورا أساسيا في إشعال حروب الفتنة والتفريق بين الأخوة.
وكنا نبحث عن دور الأديان في هذا السياق؟ وتجاه القضايا الراهنة خاصة قضية فلسطين أو السلام في العالم والعدالة واحترام القوانين الدولية، وكنا نشتغل معا من أجل القضية الفلسطينية.. غير أن الصحافة هنا لم تتحدث عن هذا رغم جدية وتاريخية هذا التقارب.
على ان الجهد المتواضع الذي أخذنا به منذ أكثر من ثلاثين عاما، صار الآن يعطي ثماره، فهناك اليوم الكثير من المفكرين والأكاديميين ورجال الدين المسلمين والمسيحيين الذين أخذوا يفكرون فيما يجمع وما هو مشترك، لأن الجهل أو توسيع الشقة بين الطرفين هو الذي أدى إلى الصدام.
وفي حديث خاص ل الراية اعتبر سعادة السفير محمد جهام الكواري، سفير قطر لدى فرنسا، أن هذا اللقاء يؤسس لإضافة مهمة في سياق الجهد القطري الذي يرعاه سمو الأمير المفدى باتجاه تعزيز ثقافة الحوار والسلام والانفتاح على أديان وثقافات الآخر. حتى أن الدوحة قد تأكدت اليوم، على هدى هذه السياسة الحكيمة، كعاصمة لحوار الحضارات، وحوار الأديان والثقافات. وتأكد المؤتمر السنوي لحوار الأديان الذي تحتضنه الدوحة، كموعد عالمي للتقارب بين مختلف أديان وثقافات الأرض بأسرها.
ويضيف السفير الكواري: لقد أسهم هذا اللقاء في إبراز دور ومكانة مركز الدوحة لحوار الأديان على المستوى العالمي، ودخوله في شراكات واسعة بالقياس إلى نجاح المؤتمر في جذب أعداد كبيرة من المفكرين والمثقفين ورموز المؤسسات التعليمية والبحثية والأكاديمية المعنية بهذا المبحث في فرنسا.
ويأتي هذا اللقاء كذلك في سياق الشراكة القطرية الفرنسية لتعزيز حوار الحضارات وحوار الأديان، وفق ما تأكد لقطر من دور عالمي الأثر والأهمية في هذا الموضوع.
وحول مستقبل هذا الموعد الذي حقق نجاحا منقطع النظير في العاصمة باريس أكد الكواري أن السفارة ومركز الدوحة لحوار الأديان سيبحثان بشأن أن يكون لهذا الحوار مركز أو آلية عمل تربط بين الدوحة وباريس، وتعزز إمكانية استمرار هذا التفاعل الحيوي المهم من أجل حوار عالمي صحي وهادف بين كافة الأديان والثقافات.
وشدد السفير الكواري على إن حضور سعادة الدكتور إبراهيم النعيمي رئيس مركز الدوحة لحوار الأديان في هذا المؤتمر، قد أضفى على اللقاء أهمية بذاتها، حيث عبر عما يجري من حراك في قطر في هذا السياق، وعن مبادرات سمو الأمير المفدى باتجاه حوار الأديان وحوار الحضارات، والانفتاح على الآخر. وأعرب عن حرصه على استمرار هذا اللقاء في الدوحة، أو في باريس.
وحول حفل الاستقبال الذي نظمته السفارة قال الكواري: كنا حريصين على دعوة كافة المشاركين إلى لقاء ودي يستمر فيه الحوار في رحاب السفارة القطرية ذاتها، والتي صارت اليوم تمثل نقطة جذب لمختلف اللقاءات الثقافية والفكرية في العاصمة الفرنسية.
وأشار الكواري بأن قطر ستساهم في لقاء آخر في سياق حوار الأديان ستنظمه الفيدرالية العامة للمسلمين بمدينة ليل عاصمة الشمال الفرنسي، في الخامس والعشرين من الشهر الجاري.
(الراية القطرية)
Sorry, the comment form is closed at this time.