05 أبريل ندوة ثقافية لمناقشة “دور حوار الأديان في بناء الثقة بين المجتمعات المتعددة الثقافات” ينظمها مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان بالتعاون مع سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في قطر ومركز كتارا للدبلوماسية العامة
بمناسبة مرور خمسين عامًا على العلاقات الدبلوماسيةبين دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية،وفي إطار الفعّاليات الثقافية لمركز الدوحة الدولي لحوار الأديان لتعزيز ثقافة الحوار بين الأديان، وتحقيق التعايش السلمي بين معتنقيها، وبالتعاون مع سفارة الولايات المتحدة الأمريكية ومركز كتارا للدبلوماسية العامة؛ عُقدت في الحي الثقافي- كتارا ندوةٌ ثقافية تحت عنوان “دور حوار الأديان في بناء الثقة بين المجتمعات المتعددة الثقافات”، وذلك انطلاقًا منالدورالثقافي الفعالوالمؤثرالذي يمثلة (كتارا) كواجهة للثقافة والتراث الحضاري والفكري القطري.
جاءتهذه الندوة بمشاركة نخبة من المثقفينوممثلي العديد من السفارات بالدوحةوبحضور كل من الأستاذة الدكتورة عائشة يوسف المناعينائب رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان ومدير مركز محمد بن حمد آل ثاني لإسهامات المسلمين في الحضارة، والسيد مايكل شرودرنائب رئيس البعثة بالإنابةبسفارة الولايات المتحدة الأمريكية.
افتتحت الندوة بكلمة الأستاذة الدكتورة عائشة المناعي التي رحبت بالسادة الحضور وأعربت عن تمنياتها بنجاج هذه الندوة وأن تكون نتاجًا للتعاون المثمر والفعال بين مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان وبين السفارة الأمريكية في قطر؛ لإرساء ونشر ثقافة السلام والتعايش بين الأديان والثقافات والحضارات؛ مؤكدة على ما لمركزالدوحة الدولي لحوار الأديان من مسؤولية في دراسة القضايا ذات الصلة بحوار الأديان سواء من منظوره الديني أوالثقافي، وذلك لكونه المؤسسة الرائدة في قطر المعنية بتحقيق التعايش السلمي بين أتباع الأديان ومختلف الجنسيات، وهذا ما جعله معنيًّا بدقة اختيار الموضوعات المهمة بكل عناية، وحريصًا على تحديد فرقاء العمل وجمهوره؛ سعياً لتحقيق أهدافه في نشر ثقافة التعايش، وبخاصة في مثل هذا الحدث الذي يتمثل في هذه الندوة التي تتميز بمشاركة أكثر من أطراف في التنظيم، يتفقون في ذلك المبدأ الإنساني القائم على أن بناء الأمم يبدأ ببناء الإنسان، وهذا البناء يتم من خلال التعاون مع أخيه الانسان؛ لبناء مجتمعٍ قائمٍ على الاحترام المتبادل والعيش المشترك بوئام وتجانس مهما اختلفت الأديان والثقافات والأعراق، ولعل هذا ما تهدف الندوة إلى تفعيله ونشر المزيد من التوعية حول دور حوار الأديان في بناء الثقة بين المجمتمعات، وإلى إيجاد منصة تُفتح أمام الباحثين والمهتمين بسبل دراسة مفردات الندوة والتعمق فيها.
وتلت هذه الكلمة كلمةٌ للسيدمايكل شرودر نائب رئيس البعثة بالنيابة بسفارة الولايات المتحدة الأمريكية، شكر في كلمته الدكتورة عائشة المناعي، ومديرة الجلسة السيدة مارجون كامراني، والمتحدثين الأفاضل والحضور الكرام، وكل من ساهم في تنظيم هذا الحدث. وتطرّق في حديثه إلىأن مواصلة طرح الموضوعات المرتبطة بحوارالأديان تؤدي إلى نتائج إيجابية كثيرة ومهمة، منها بناء الثقة بين الأفراد والمجتمعات. ومن أهم الرسائل التي تضمنتها كلمته: أن حوار الأديان يفرض على المجتمعات التواصل، وأن يجعلوا لغاتهم في التواصل واضحة ومقبولة. وقال: “هدفنا في حوار الأديان ليسإيجاد دين واحد، لكن لنتعلّم من بعضنا البعض في ظلّ التمتع بالتنوع والتعددية، وتفعيل القيم والحريات المشتركة بيننا”.
ومن النقاط المهمة كذلك التي أشار إليها السيد مايكل شرودر هي أن حوار الأديان تقوم على جملة مرتكزات، من أهمها: الوضوح، والثقة، والشفافية، والطيبة، والمودة، والحلم والصبر، والكرم والسخاء والحكمة والفطرة. وفي هذا الصدد أشار بأن الحرية الدينية في الولايات المتحدة جزء من الهوية الأمريكية وشخصية المواطن الأمريكي. وأضاف: “تعترف الولايات المتحدة الأمريكية بالحرية الدينية وتنظر إليها كحق جوهري وأساسي لكل شخص؛ لذا تسعى للحفاظ عليه وعلى استمراره كحق للجميع”. وأكد في نهاية كلمته -بعد أن تقدم بالشكرللأستاذ الدكتور إبراهيم النعيمي رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان على جهوده القيمة المستمرة-أن السفارة الأمريكية في الدوحة جاهزةللعمل والتعاون مع مركز الدوحة لحوار الأديان، لنشر ثقافة التعايش والتسامح.
وبعد هذا بدأت فعاليات الندوة التي ترأستها السيدةمارجون كامراني المسؤول السياسي بسفارة الولايات المتحدة الأمريكية فيقطر، مؤكدة على أهمية موضوع الندوة وأنها فريدة من نوعها لعدة عوامل، منها طبيعة عنوان الندوة، وأهمية موضوعاتها المختارة، وتنوع الخلفية العلمية والأكاديمية للمتحدثين، وكل هذه العوامل لا بدّ أن تسهم في إثراء المناقشة،ثم قدّمت المتحدثين لتناول محاور الندوة .
وبدأت بالدكتور كلايد ويلكوكسالقائم بأعمال عميد جامعة جورجتاون، متحدثًا عن دور حوار الأديان في العلاقات المعاصرة،وبدأ قائلا: هذه هي المرة الأولى التي تسنح فيها الفرصةللتعامل والتفاعل مع مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، وأتشرف أن أكون أحد المتحدثين،وألقى الضوء على السبل المثلى لتعزيز الحوار وبناء الثقة بين الافراد والمجتمعات، وبيّن أن التعامل الواقعي والاحتكاك المباشر بين الناس من أنجح الوسائل في تحقيق التعايش وبناء الثقة، وقدّم الكثير من الأمثلة العلمية والعملية من واقع كتاباتهوتجاربه وخبراته الشخصية ولقاءاته مع شخصيات مختلفة خلال فترات متباينة؛ إذ إن معظم مؤلفاته التي تجاوت الخمسين تركز على ربط السياسة بجوانب الحياة، ومن هذه الدراسات ما يؤكد الطرح المذكور،وأن تفعيل الحوار بين الناس عمليا وتكوين العلاقات والصداقات من أنجح الوسائل.
ثم تحدث الدكتور عيد أحمد محمدالأستاذ المساعد ببرنامج الأدب المقارن في معهد الدوحة للدراسات العليا، وتكلم عن حوار الأديان والتوعية كوسائل للتصدي للتطرف العنيف،وانطلق من أهمية استحضار الأصل البشري في تعزيز الحوار والتعايش والاحترام المتبادل، قائلا: “التذكير الدائم للقيم المشتركة التي تجمعنا يمهّد الطريق إلى نبذ الحكم المسبق، والعنصرية،ولا بدّ من ضرورة تفعيل القواسم الأخلاقية المشتركة والأخلاق العالمية لنشر الوعي حول التسامح، والحب، والمساواة، والاحترام المتبادل والتعايش السلمي وبالتالي بناء الثقة”. وتوّج طرحه بالكثير من الأمثلة من واقع خبراته الشخصية كمواطن مصري عاش ودرس في الولايات المتحدة الامريكية وفي كندا.
ثم تناول الدكتور زاكاري فالنتين رايتالأستاذ المشارك بجامعة نورث وسترن موضوعَالسلام والمصالحة من خلال حوار الأديان،وركّز على “التزكية” لخَلق قابلية التعامل مع النفس ومع الآخر، وبين أهميتها في ضبط النفس عامة وفي تقدير واحترام الآخر وقبوله والتعايش معه بكل ثقة. قائلا: “التزكية من أهم الأدوات والمفاهيم المستخدمة في الفكر الإسلامي لضبط النفس، والرقي بالإنسان نحو مرتبة الإحسان. ومن ثمرات التزكية والإحسان قبول الآخر واحترامه”. واقتبس لتأكيد هذا الطرح آيات قرآنية، وأحاديث نبوية ومقتبسات من نصوص علماء الفكر الإسلامي.
وقبل أن تعلن مديرة الجلسة السيدة مارجونكامرانياختتام فعاليات الندوة، فتحت باب النقاش والأسئلة التي أثرت النقاش، وشكرت المتحدثين والحضور الذين ساهموا بطرح أسئلة أو التعليق بمداخلات، كما قدّمت شكراً خاصاً إلى الجهة المنظمة والمتعاونة في التنظيم: مركز الدوحة الدةلي لحوار الأديان والسفارة الأمريكية والمؤسسة العامة للحي الثقافي-كتارا ممثلة بمركز كتارا للدبلوماسية العامة.
Sorry, the comment form is closed at this time.