13 مارس نظم المركز طاولة حوار الجاليات في قطر
أشاد عدد من ممثلي الجاليات غير المسلمة المقيمة في قطر بالحرية الدينية التي يتمتع بها أبناء الجاليات مشددين على عدم وجود تمييز على أساس ديني في قطر ومؤكدين على أهمية قيمة التعايش واحترام الآخر مهما كان عرقه ودينه التي تميز قطر.
كما شدد ممثلو الجاليات في الطاولة المستديرة التي أقامها مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان تحت عنوان “حوار الجاليات في قطر في ظل التنوع الديني” على ضرورة التواصل والانفتاح بين أبناء هذه الجاليات والمجتمع القطري في سبيل الوصول إلى فهم أفضل بين أتباع الديانات المختلفة . وخلصت الطاولة المستديرة إلى ضرورة تشكيل فرق عمل بين المشاركين في الحوار لمتابعة نتائج هذا الحوار وتأصيله بين أبناء المجتمع في قطر. وقد شهد الحوارعدة مداخلات من قبل المشاركين انتقدوا فيها سلوكيات بعض أبناء الجاليات التي لا تتوافق مع العادات والتقاليد وثقافة المجتمع القطري. وقال الدكتور مصطفى الصيرفي في هذا الصدد: إن بعض الجاليات لم تلتزم بمبادئ الضيافة والمفروض أن تقدر عاداتنا وتقاليدنا فمن يذهب للكورنيش والمولات يجد مظاهر لا تتناسب وديننا وهذا يقتضي على دولهم أن تعلمهم بعاداتنا وتقاليدنا.. فليس من ديننا ارتداء الزي القصير (الشورت) أو التحلي بالذهب بالنسبة للرجال .
وأضاف الصيرفي ما دام الجميع أكدوا أنهم لا يعانون من التمييز في قطر فعليهم أن يحترموا عادات البلاد وتقاليدها.. معتبرا أن الجالية الفلبينية هي الأكثر انتهاكا للعادات والتقاليد. وقال: هنا فرق بين الحوار والتعايش وحتى نجسر هذا الفرق نحتاج لوقت طويل.
من جهته قال الدكتور إبراهيم صالح النعيمي رئيس مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان في تصريح صحفي: إن الهدف من طاولة الحوار السعي لتحسس مشكلات الجاليات والعمل على حلها مع الجهات المعنية إضافة إلى تشجيع قادة الجاليات على توجيه أبناء جالياتهم لخصوصيات المجتمع القطري وثقافته وأخلاقياته وضرورة التكيف مع ثقافته ومعتقداته.. مضيفا أننا نطمح لأن يكون هناك انفتاح وتواصل بين أبناء هذه الجاليات التي هي مكون أساسي في المجتمع ، خدمة للجاليات وخدمة للمجتمع القطري.
كان الدكتور النعيمي ألقى كلمة افتتح فيها طاولة الحوار بالقول إن العمل على قضية حوار الأديان بات أكثر حساسية اليوم من أي وقت مضى وان الصعوبات التي تكتنف ذلك كانت لأسباب مختلفة وهي أسباب ينبغي أن تناقش بشجاعة وبصراحة خلال طاولة الحوار.
كانت الجلسة الأولى ناقشت قضية” كيفية تأقلم وتعايش الجاليات مع بعضها البعض ومع المجتمع القطري في ظل التحديات والاختلافات الدينية والثقافية والعرقية ، حيث رأس الجلسة الأب ما كاريوس وتحدث بها الدكتور عبد الناصر صالح والدكتورة كلثم الغانم والسيد مجدي عبد الملك .. وأكد المتحدثون على ضرورة الاعتراف بوجود الاختلافات واحترام الآخر والخلفيات الدينية في ظل التنوع الديني والإثني والعرقي وضرورة التعاون بين الجميع في مختلف المجالات .
وقال ممثل الجالية النيبالية “هندوسي” انه يعيش في قطر منذ عام 2004 وانه فخور بأنه يعيش في دولة تحترم جميع الديانات حيث يعيش الجميع بسلام وحرية مشيدا بمبادرة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان ومؤكدا حرص الهندوس على المشاركة في الحوار بين الجاليات وأتباع الديانات المختلفة من منطلق أن الهندوسية تحترم البشر وتحترم اختلافاتهم ودياناتهم.
كما تحدث ممثل الجالية الفلبينية عن احترام التنوع الديني والتعايش الذي يتميز به المجتمع القطري، مؤكدا حرص الجالية على المشاركة ودعم مبادرة مركز الدوحة لحوار الأديان . وأضاف أن هناك أرضية مشتركة متوفرة للتفاهم بين المجتمع القطري وأتباع الديانات الأخرى مؤكدا على احترام الجالية الفلبينية لفكرة التعايش وللعادات والتقاليد في قطر، وعلى ضرورة السعي للانفتاح وإقامة الجسور بين أتباع الديانات المختلفة والمجتمع القطري .
وناقشت الجلسة الثانية التي رأسها الدكتور يوسف صديقي مسألة التحديات التي يواجهها أبناء الجاليات المقيمة في قطر في ظل التنوع الديني والثقافي والعرقي.
وتعرضت الجلسة الثالثة الى الحديث عن تجارب ايجابية عن التأقلم بين الجاليات كطريقة لحل المشاكل الداخلية والتعايش السلمي ونقل هذه التجارب للوطن . وقد رأسها الدكتور حامد المرواني وتحدث فيها الأب بيل شواز والسيد تاج الوفا والأب روبي كانانشيزا والدكتور علي القره داغي الذي اعتبر ان التعايش الطيب في قطر يعود لمجموعة من القيم التي غرسها الإسلام والتي تجعل المسلمين يعتبرون أن تحقيق الأمن واجب ديني وإنساني.
ونصح القره داغي المقيمين بتعلم اللغة العربية قائلا ان تعلم اللغة العربية مهم جدا وانه يتمنى ان تشرف الدولة على برامج تعليم مجانية للغة العربية .. مشددا على ضرورة التفريق بين الشعوب والدول. وقال إذا كانت هناك دول تنتهج سياسية معادية يجب أن لا ينعكس ذلك على الشعوب مطالبا بضرورة وضع برامج عملية تعزز من قيمة التعايش بين أتباع الديانات في قطر بحيث تدرس هذه البرامج في الجامعات والكليات والمدارس، فضلا عن ضرورة مساهمة مركز الدوحة في ترجمة خطب الجمعة لغير الناطقين بالعربية أو تخصيص مساجد لغير الناطقين بالعربية للاستماع الى الخطب والمواعظ الدينية.
Sorry, the comment form is closed at this time.