16 أكتوبر 170 مشاركا في مؤتمر حوار الأديان بالدوحة الشهر الجاري
يفتتح سعادة أحمد بن عبدالله آل محمود وزير الدولة للشؤون الخارجية أعمال المؤتمر السابع لحوار الأديان الذي ينعقد بالدوحة من 20 إلى 21 اكتوبر الجاري ، بمشاركة عدد كبير من رجال الدين المسلمين والمسيحيين واليهود بالإضافة إلى سياسيين وأكاديميين ومفكرين وباحثين. وينعقد المؤتمر تحت عنوان “التضامن الإنساني”، ويبحث في قضايا مختلفة أهمها دور رجال الدين في عملية حشد الطاقات البشرية لمواجهة الازمات والكوارث الطبيعية والاقتصادية وغيرها.
وقال الدكتور إبراهيم النعيمي رئيس مركز الدوحة الدولي لحوار الاديان في مؤتمر صحفي عقده بمشاركة كل من الدكتورة عائشة المناعي عميد كلية الشريعة بجامعة قطر وعضو المجلس الاستشاري العالمي لمركز الدوحة الدولي لحوار الاديان والدكتور حسن السيد عضو مجلس إدارة المركز وعميد كلية القانون بجامعة قطر أن المؤتمر سيركز هذا العام على قضية التضامن الإنساني، ويبحث في مسؤولية علماء الدين والقادة الروحانيين في الديانات السماوية الثلاث تجاه قضايا المجتمع الإنساني ومشاكل البشرية من معوقات وحروب وغيرها من القضايا. كما سيشهد المؤتمر على مدى يومين جلسات مختلفة تنظر في سبل تحقيق الوحدة والتضامن بين أبناء الديانات لافتاً أن اليوم الاول سيركز على البحث في كيفية التعامل مع الكوارث الطبيعية والحروب وتأثيرها على البشرية. وأضاف ان هذه القضايا ستكون محور البحث للوقوف على أسبابها والطرق الأفضل للتعامل معها من وجهة نظر رجال الدين وكيفية الحلول لهذه المشاكل.
فيما سيشهد اليوم الثاني الحديث عن القضايا التي عصفت بالعالم وعلى رأسها الأزمة الإقتصادية وما واجهه العالم من تبعات اجتماعية واقتصادية جراءها. كما سيبحث المؤتمر موضوعاً مهماً وأساسياً هو الحقوق والحريات الدينية، في ظل المشاكل التي تواجهها الأقليات الدينية في بعض الدول، إلى جانب قضية القدس والدفاع عن الاماكن المقدسة وسننظر في كيفية تضامن الديانات الثلاث للدفاع عن الاماكن المقدسة”.
وحول المشاركين في المؤتمر هذا العام، قال رئيس مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان ان المؤتمر السابع سيستضيف ممثلين عن الديانات السماوية الثلاث من مختلف القارات في العالم، موضحاً أن أصحاب الديانات الأخرى لن يكونوا ممثلين في هذا المؤتمر وأن المجلس الإستشاري العالمي للمركز سينظر بعد المؤتمر في كيفية التعامل مع هذا الامر وفي إمكانية مشاركة بعض ممثلين عن الديانات غير السماوية ضمن إطار معين في المؤتمر المقبل.
وقد وصل عدد المشاركين من مختلف الديانات إلى 170 مشاركا، من مختلف القارات وخاصة من إفريقيا وآسيا بجانب متحدثين وأمريكا الشمالية فضلا عن مشاركين من الديانات الثلاث من أمريكا الجنوبية،
وفي استمرارية لما قام به المؤتمر في العام الماضي، لفت الدكتور النعيمي إلى مشاركة طلابية مهمة وفعالة للطلاب في المؤتمر وقال “بعد مشاركة بعض الطالبات من مدرسة آمنة بنت وهب في العام الماضي حيث عرضن وجهة نظرهن في قضايا ذلك المؤتمر ارتأينا هذا العام ان نوسع القاعدة ونستضيف طلاباً وطالبات من الديانة الإسلامية من أبناء قطر ومن الديانة المسيحية ممن رشحهم مجمع الكنائس في قطر من المقيمين بالدولة، وسيناقشون في جلسة خاصة في اليوم الثاني للمؤتمر “دور التضامن الإنساني في مواجهة الأزمة الإقتصادية”، وهي فرصة لسماع رأي الشباب لانهم بعد فترة من الزمن سيكونون في مواقع المسؤولية وبالتالي نحن نحضرهم لمثل هذه المواقف، ولهذا ادعو الطلاب جميعاً للمشاركة الفعالة والانخراط في عملية الحوار..”
كما قدّم الدكتور النعيمي نموذجاً ومثلاُ ليكفية اختيار المتحدثين في الجلسات، وتطرق إلى إحدى الجلسات التي يشارك فيها كل من النائب البريطاني جورج غالاوي والشيخ صالح حبيب هابيمانا مفتي رواندا، فأوضح ان الاول كان له مبادرات طيبة ومهمة في دعم غزة ونقل المساعدات إليها ويقدم نموذجاً للرجل المسيحي الذي عمل على مساعدة المسلمين في غزة، وكذلك مفتي رواندا المسلم الذي بذل جهداً كبيراً في التوفيق والوساطة بين زعماء الحرب الاهلية في رواندا وهم من المسيحيين، مشيراً إلى دوره في الحفاظ على حياة المسيحيين وإيوائهم في المساجد الإسلامية. وقال “نريد ان نقدم نماذج ناجحة وفعالة عملت على التقريب بين مختلفين ومتصارعين دون ان يكون لهم مصلحة في ذلك..” كما يشارك للمرة الأولى ممثلاُ عن حركة “ناطوري كارتا”، -حركة يهودية ضد الصهيونية- حيث سيلقي كلمة في المؤتمر.
برنامج المؤتمر
الدكتورة عائشة المناعي عميدة كلية الشريعة في جامعة قطر وعضو المجلس الاستشاري العالمي لمركز الدوحة الدولي لحوار الاديان عرضت في المؤتمر الصحفي برنامج المؤتمر السابع لحوار الاديان مشيرة الى ان هناك ثلاث جلسات عامة وجلسات أخرى تضم كل منها حلقة نقاشية للجان متخصصة تبحث في قضية محددة، ولفتت إلى أن المؤتمر الحالي سينظر في تغطية المراسلين الصحفيين للكوارث الطبيعية وكل ما تتعرض له الإنسانية من أزمات.وأشارت الدكتورة المناعي أن المؤتمر لن يغفل “غزّة” وسيكون لقضية غزة نصيباً وحيزاً مهماً من أعمال المؤتمر، خاصة أن ما حلّ بهذا القطاع يعد من الكوارث الكبيرة على البشرية. وقالت الدكتورة المناعي معلقة على موضوع الحوار “يفترض أن يتمتع الحوار بروح القبول للآخر بما هو عليه، والحوار تحد كبير بالنسبة للإنسان، خاصة حوار الاديان وحوار الحضارات” مشيرة إلى ان المجتمع القطري أصبح يولي أهمية لهذا الامر وبات يتمتع بوعي كبير لهذه المسألة. وأضافت “يجب أن نزرع في النفوس مدى أهمية وفائدة هذا الحوار وان ندخل الحوار بروح محبة لمعرفة الآخر كما هو عليه، وليس المقصود من هذا الإنصهار في الآخر بل فهمنا لبعضنا واحترامنا لأفكار بعضنا…ومن هذا المنطلق تغيّر مفهوم بعض من عارضنا في البداية في هذا العمل وانخرط معنا في الحوار بل أصبح أمراً مطلوباً وملحاً ..”. وبينت الدكتورة المناعي انه “بعد الازمة الاقتصادية كان لا بد للمؤتمر من بحث هذه القضية كونها مؤثرة على الجميع على أرض الواقع والمؤتمر سيناقش هذه القضية من المنظور الديني”.
(الراية)
Sorry, the comment form is closed at this time.